أقدم الرئيس دونالد ترامب يوم الاثنين الماضي على خطوة غير مسبوقة صّنف خلالها «الحرس الثوري» الإيراني كمنظمة إرهابية. وهذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها الولايات المتحدة هذا الوصف على كيان من كيانات دولة أجنبية. صحيح أن الولايات المتحدة تعتبر إيران بالفعل «دولة راعية للإرهاب» وتستهدف مصالحها بطائفة من العقوبات.
والحرس الثوري كان دوماً تحت مراقبة واستهداف واشنطن. فبعد ظهور النظام الإيراني الحالي، ظهر الحرس الثوري في مايو 1979 كمنظمة عسكرية موازية لجيش إيران القائم الذي كان ولاؤه لأنصار «الثورة الإسلامية» مشكوكاً فيه حينها. وفي السنوات المضطربة التي تلت ذلك، كما كتب المؤرخ «عباس أمانات»، تطور الحرس الثوري من جماعة غير مدربة من المتحمسين إلى «أكبر الضامنين كفاءة لبقاء النظام». والحرس يمارس حالياً نفوذا لا مثيل له داخل إيران في كل قطاع أساسي من الاقتصاد الإيراني. وبعض التقديرات تشير إلى أن المنضمين إلى عضويته يزيدون على عشرة ملايين شخص داخل البلاد.
وخصوم إيران وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما ينظرون إلى الحرس الثوري باعتباره اليد المحركة لأنشطة النظام المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط فيما وصفه الرئيس ترامب بأنه «حملة إرهاب عالمية». «فيلق القدس» المسؤول عن العمليات الخاصة للحرس الثوري في الخارج تدعم جهراً وسراً طائفة من الجماعات الوكيلة عنها في العراق وسوريا ولبنان. والولايات المتحدة تتهم المنظمة بمقتل نحو 260 أميركياً في تفجيرات متفرقة في بيروت عامي 1983 و1984.
ولطالما أشار مسؤولون من الإدارة إلى تحركات «الحرس الثوري» حين يقدمون مسوغات لاتخاذ إجراءات أخرى ضد إيران مثل قرار ترامب بإلغاء الالتزامات الأميركية في الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته طهران مع القوى الدولية الكبرى. ويرى مارك دوبوفيتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» البحثية ومقرها واشنطن، ويتبنى قائمة أولويات مناهضة لإيران، أنه من المناسب أن «أخطر منظمة إرهابية في العالم مسؤولة عن وفاة عشرات الآلاف من الأبرياء ومدعومة بجهاز دولة هائل وثروة هائلة مستمدة من الطاقة يجري تصنيفها في نهاية المطاف باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية».
ترامب أعلن أن الإجراء يعزز حجم ونطاق سياسة الضغوط القصوى على النظام الإيراني، ويضيف مخاطر واضحة لكل شخص أو كيان يقوم بأنشطة اقتصادية مع الحرس الثوري. لكن الشبكة الهائلة للمصالح السياسية للحرس الثوري والعمليات السياسية تضم عددا لا يحصى من الناس.


ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»