في بادرة جديدة، تضاف إلى سجلّ دولة الإمارات العربية المتحدة في إقرار واعتماد مبادرات استثنائية تغرس من خلالها بصمة إنسانية مؤثرة، دعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، مؤسسات الدولة كافة إلى ترسيخ شعار «المرأة رمز للتسامح»، ليكون شعار الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية المقبل، الذي يصادف 28 من أغسطس، ما يشير إلى حجم الجهود المبذولة، للمواءمة بين كل القيم التي تعمل على تفعيلها، وتحويلها إلى قيمة تضاف إلى تاريخ الدولة الحافل بالإنجازات على جميع الصعد، وخاصة في كل ما يتعلق بقيم التسامح والرحمة والمحبة.
وجاء قرار سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) بإطلاق شعار «المرأة رمز للتسامح» في يوم المرأة الإماراتية المقبل، ليعبّر عن الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في تأصيل وتعزيز ثقافة وممارسات التسامح، ولاسيما أنها تجمع على أرضها أكثر من 200 جنسية، جميعهم يتمتعون بالاحترام والقبول، لا تمييز بينهم في القوانين والإجراءات، مهما اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين، فأصبحت في نظر العالم مثالاً، ونموذجاً يحتذى به في التعايش والتسامح والانسجام، وباتت العاصمة العالمية لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، لكونها أضحت الملتقى الذي يجمع على أرضها حضارات الشرق والغرب.
ولأنه يُنظر إلى المرأة في دولة الإمارات على أنها ركن مؤثر وفاعل في مسيرة البناء والنهضة والتطور، فإن القيادة الرشيدة، ومنذ أن تأسست الدولة على يد الأب المعلم والباني، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم تبخل في يوم من الأيام، إزاء تعزيز قيمة المرأة الإماراتية وتفعيل دورها في المجالات كافة، فقد كان، رحمه الله، يعتبر المرأة رمزاً للتسامح، وأنها صانعة الأجيال التي لا تتوانى عن تربية أبنائها على قيم التعايش والرأفة والتسامح والغفران، ليسير على نهجه من بعده، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذين تفانوا في تحقيق تلك الرؤى والتطلعات بمسؤولية كبيرة، وأسهموا في تحفيز المرأة وتطوير قدراتها ومهاراتها لممارسة مهامها بكل تميز وريادة في المجالات جميعاً.
ويشير قول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، بمناسبة توجيه سموها بأن يكون شعار يوم المرأة الإماراتية المقبل «المرأة رمز للتسامح»، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تؤكد يوماً بعد يوم أن للمرأة أهمية وأولوية ضمن استراتيجيات الدولة، ما يوجب على المؤسسات، بقطاعيها العام والخاص، إنتاج وتنفيذ برامج ومبادرات تجسّد من خلالها الحرص على كل ما يعزز من المكانة والتقدير والاحترام التي حظيت بها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وبما يحقق قول (أم الإمارات): إن «المرأة يجب أن تفخر بأن أصبح لها دور فعال في خدمة بلادنا.. إن المرأة هي شريكة الكفاح في الماضي والحاضر والمستقبل».
لقد جسّدت دولة الإمارات العديد من المفاهيم التي تعزز من تماسك الأسر والمجتمعات، الأساس فيها كان في احترام التنوع الثقافي، الذي يُنظر إليه بوصفه مدخلاً إلى التسامح والتعايش والسلم، وطريقاً نحو الوصول إلى مجتمعات متماسكة وآمنة ومترابطة، تحقق للأجيال مستقبلاً ملؤه السعادة والرفاه، حيث يكون للمرأة فيه دور فاعل في تربية النشء الذي يتقبل الاختلاف والتنوع، لتتحول بذلك إلى صاحبة الفضل الأبرز في إشاعة روح المحبة والتسامح ودخول الجميع إلى بوابة التنمية والتقدم، ونشر قيم السلام والتعايش المشترك، وتعزيز أنماط الحياة الإيجابية، والتمسك بمنهج الأخلاق القائمة على جعل فلسفة التسامح والتنوع الأساس الذي يجمع بين الناس في كل مكان.

 *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.