تولي دولة الإمارات العربية المتحدة قضايا الدعم الاجتماعي، وعبر مؤسساتها الخيرية، اهتماماً كبيراً، باعتبارها أولوية إنسانية وتنموية، تشجّع على عمل الخير وتضمن الحياة الكريمة للمحتاجين على أرضها، بما يحفظ كرامتهم ويجعلهم بعيدين عن الحاجة والعوز، وذلك انطلاقاً من رؤيتها القائمة على إعطاء الأولوية للقضاء على الفقر، والمحافظة على حياة كريمة لأفراد المجتمع بتخصيص مستحقات للدعم الاجتماعي يتم الحفاظ من خلالها على مستوى جيد ونوعي من الرعاية الاجتماعية التي تضمن للمواطن والمقيم على حدٍّ سواء حياة كريمة ومستقبلاً آمناً.
وضمن الآليات التي تقوم دولة الإمارات بتنفيذها انطلاقاً من معايير الرعاية والدعم الاجتماعيين، كشف عقيدة المهيري، الأمين العام لصندوق الزكاة رئيس لجنة الصرف، أن صندوق الزكاة لعام 2018 قدّم ما يزيد على 189 مليوناً لـ 11208 أسر مستحقة ضمن نحو 20 مشروعاً تندرج تحت المصارف الشرعية لفريضة الزكاة، حيث تتسم إجراءات الصرف بسرعة الاستجابة، عبر تطبيقات تكنولوجية، كالبرنامج الإلكتروني «محاسبة ومستحقو الزكاة»، الذي يصنف بأنه أحدث وأهم البرامج التي تخدم فريضة الزكاة وتضمن عدم ازدواجية صرفها على المستحقين، على مستوى المنطقة.
كما يعدّ «صندوق الفرَج» واحداً من أهم النماذج المتميزة في العمل الإنساني والاجتماعي في دولة الإمارات، حيث يجسّد قيم التسامح والتآخي الراسخة في سياق الدعم الاجتماعي، الذي أسهم بشكل فاعل في تخفيف وطأة معاناة نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية وأسرهم، إذ قال الدكتور ناصر لخريباني النعيمي، رئيس مجلس إدارة الصندوق، إن الصندوق قدم ومنذ تأسيسه في عام 2009 مساعدات إلى 11 ألفاً و154 من نزلاء هذه المؤسسات، يمثلون ما يزيد على خمسين جنسية. وبمناسبة عام التسامح، أقرّ الصندوق مجموعة مبادرات، من أهمها مبادرة «فك كربة مئة نزيل معسر»، خلال شهر رمضان المبارك، و«مبادرة الإفراج عن 48 نزيلاً معسراً» في الذكرى الـ 48 لتأسيس دولة الإمارات، ومبادرة «الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي» الخاصة بأبناء النزلاء، فضلاً عن مبادرات «عيديتي» و«المير الرمضاني» و«كسوة العيد» و«العودة إلى المدارس».
ومع قرب شهر رمضان المبارك، بدأت مؤسسات إماراتية عدّة، تعتمد مجموعة من المبادرات النوعية والخاصة بتأمين حاجات الصائمين الإنسانية، إذ ستقوم مؤسسة «خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية»، بتنفيذ مشروع «إفطار صائم» الموسمي، الذي يغطي أكبر عدد من المستفيدين تجسيداً لقيم التكافل والتقارب والتراحم. وقال محمد حاجي الخوري، المدير العام للمؤسسة إنه سيتم خلال مشروع «إفطار صائم» الذي ينفذ على مستوى الدولة هذا العام، بمناسبة شهر رمضان المبارك توزيع 951 ألف وجبة، بمعدل 31 ألفاً و700 وجبة إفطار يومياً، وبالتعاون مع بريد الإمارات ومواصلات الإمارات، إضافة إلى أن المؤسسة تعاقدت مع مجموعة من الأسر المواطنة، لتوفير وجبات الإفطار طوال الشهر الفضيل، ليتم توزيعها على المستفيدين بدلاً من الاعتماد على المطاعم، وبما يوفر فرص عمل للمواطنات ويدخلهن في مجال التجارة.
لقد التزمت دولة الإمارات بكل ما يجسد قيم التكافل والخير، وعملت على ابتكار مبادرات ريادية وإنسانية تؤمّن العيش الكريم لمستحقيه، وتخرجهم من ضيق الحال وتخفف عنهم وطأة العوز والفقر، التزاماً بالنهج الذي خطّه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في غرس قيم الخير والعطاء والتطوع في نفوس أبناء ومجتمع ومؤسسات دولة الإمارات، وتماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في توفير الدعم المالي، الذي يمكّن من مواصلة مسيرة العمل الخيري، ويرعى أصحاب الدخول الضعيفة والغارمين والأيتام والمرضى وطلاب العلم والباحثين عن عمل وأصحاب الهمم والمنكوبين، وبما يدعم العمل التطوعي الخيري، ويحقق التكاتف والتلاحم مع مختلف الفئات الاجتماعية المستحقة للدعم والمؤازرة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية