تولي دولة الإمارات العربية المتحدة تطوير التعليم اهتماماً استثنائياً، وتعمل على توفير البيئة المواتية لعملية تعليميّة تنمي ثقافة التميز والإبداع لدى الطلاب، وذلك من منطلق إيمانها بأن التعليم العصري المتطور يسهم في تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين لدى أجيال المستقبل التي تتولى المسؤولية في مختلف مواقع العمل الوطني. وهذا ما أكده بوضوح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، في كلمته خلال حضور ورعاية سموه حفل جائزة خليفة التربوية في دورتها الثانية عشرة مؤخراً، حينما أشار إلى أن هذه الجائزة تكتسب قوتها وقيمتها من الاسم الذي تحمله، اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يولي مسيرة التعليم في الدولة اهتماماً ودعماً كبيرين، إيماناً منه بأن التعليم قاطرة التنمية الوطنية.
وتعد جائزة خليفة التربوية أحد أهم روافد تطوير منظومة التعليم في دولة الإمارات، ليس لأنها تسعى إلى ترسيخ ثقافة التميز لدى العاملين في المجال التربوي والتعليمي عبر تكريم المبدعين منهم وتحفيزهم على العمل المتواصل من أجل الارتقاء بأدائهم فقط، وإنما لأنها تواكب التطورات المتسارعة التي تشهدها العملية التعليمية والتربوية في العالم من حولنا، وتسعى إلى الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في الارتقاء بمنظومة التعليم، وبما يسهم في تحقيق الأهداف والرؤى الطموحة التي تسعى إلى جعل النظام التعليمي والتربوي في دولة الإمارات من أفضل النظم في العالم أيضاً.
لقد أصبحت جائزة خليفة التربوية مصدر إثراء للميدان التعليمي والتربوي بالبحوث والدراسات التربوية وابتكار المشروعات والبرامج التربوية وتطبيقها، ومن شأن ذلك جعل منظومة التعليم في دولة الإمارات أكثر توافقاً مع شروط الكفاءة والجودة والابتكار المطبقة على الصعيد الدولي، ولعل إعلان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان «جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر» كجائزة عالمية تهدف إلى دعم وتشجيع الأبحاث والدراسات، إضافة إلى أفضل الممارسات والابتكارات، ونشر ثقافة التميز والإبداع في مجال التعليم المبكر، إنما يعكس الفلسفة العميقة لجائزة خليفة التربوية التي تستهدف ربط التعليم بالتقنيات الحديثة والإعلام الجديد والتنمية المستدامة وخدمة المجتمع والاهتمام بالطفولة سلوكاً وتربية ونمواً، وتعزيز الهوية اللغوية العربية في الميدان التربوي كأحد مكونات الهوية الوطنية، فهذه الجائزة الجديدة – والتي ستحتضنها جائزة خليفة التربوية- ستعتمد أرقى المعايير والاشتراطات الدولية، كما ستشكل لجان تحكيم متخصصة، يستقطب لها أفضل المتخصصين في هذا المجال على مستوى العالم، للإشراف على عملية التقييم والاختيار.
إن إطلاق «جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر» ستسهم في تطوير منظومة التعليم في دولة الإمارات، فإضافة إلى أنها ستفتح المجال لطرح المزيد من الأبحاث والدراسات الأكاديمية المتقدمة حول التعليم المبكر ومرتكزاته والمهارات التي يسعى إلى بثها في نفوس الطلاب، ستعمل على تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار في العملية التعليمية بمراحلها المختلفة، لاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة التي تمثل أهم مراحل العملية التعليمية، ويتزايد الاهتمام العالمي بتطويرها، باعتبارها حجر الأساس في تنشئة الأطفال، وتنمية معارفهم العلمية والسلوكية والتربوية.
في الوقت ذاته، فإن إطلاق هذه الجائزة يعكس الاهتمام الاستثنائي بالأطفال في دولة الإمارات، والعمل على تهيئة البيئة المبدعة أمامهم لإطلاق طاقاتهم الخلاقة، حيث تشير خبرات كثير من الدول المتقدمة إلى أن أحد العوامل وراء تميزها في مجال التعليم هو تركيزها على مرحلة التعليم المبكر، باعتبارها الأساس في نجاح العملية التعليمية، لما تبثه من مهارات معرفية وقيم سلوكية إيجابية تحفز الأطفال لمواصلة مشوارهم التعليمي، وتشجعهم على التفوق والتميز والتخصص في المجالات التي تلائم قدراتهم ومواهبهم وإبداعاتهم. إن «جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر» هي تأكيد على طبيعة الدور الحضاري الذي تقوم به دولة الإمارات في تطوير منظومة التعليم وإثراء الميدان التربوي بالمبادرات النوعية التي تسهم في تعزيز ثقافة التميز والإبداع.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية