في بعض الأحيان، يبدو أن أعمق فجوة في السياسة الأميركية ليست بين «الجمهوريين» و«الديمقراطيين» بقدر ما هي بين الناخبين الذين يشاهدون قناة فوكس نيوز وهؤلاء الذين لا يشاهدونها.
وعلى سبيل المثال، فإن 84% من الجمهوريين المشاهدين لفوكس نيوز يؤيدون إعلان الرئيس دونالد ترامب عن وجود طوارئ وطنية لبناء جدار حدودي، وفقاً لمسح أجرته شركة «نافيجيتور ريسيرش» في شهر مارس الماضي. ولكن من بين بقية أميركا – بما في ذلك أعضاء الحزب «الجمهوري» من غير مشاهدي فوكس نيوز – 21% فقط يعتقدون أن الطوارئ فكرة جيدة.
أدت انقسامات، من هذا القبيل، إلى الكثير من الفحص النقدي لدور «فوكس نيوز» في الأجواء الجديدة لوسائل الإعلام الأميركية. فقد وصفها النقاد بأنها «تليفزيون الدولة» في عهد ترامب، وتتبعوا العلاقات المتشابكة بين المسؤولين التنفيذيين في «فوكس» والنجوم الذين يتم استضافتهم على الهواء ومسؤولي الإدارة والمنظمين الحكوميين.
لكن التركيز على دور واحد، مهما كان كبيراً ومؤثراً، يتجاهل السياق الأكبر لوسائل الإعلام الأميركية والمنقسم بشكل متزايد بين جناح محافظ معزول، وجناح يسار وسط يلقى سخرية وثناء باعتباره يتبع وسائل الإعلام الرئيسية.
ولا يتعلق الأمر فقط بمجالين إعلاميين لديهما مواقف متباعدة تجاه نفس القضايا. فغالباً ما يتتبعون قضايا مختلفة تماماً.
وأحد الجوانب المحددة للسياسة الحديثة هو أن الناخبين الأساسيين في الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي» يستهلكون قطاعات مختلفة تماماً من الأخبار.
والحقيقة ليست ظاهرة ولدت في عهد ترامب. لقد عمل النشطاء بدرجات مختلفة من النجاح لإنشاء وسائط مطبوعة ومذاعة تروج صراحة لمعتقداتهم منذ خمسينات القرن الماضي. وجاء تقدمهم الكبير مع صعود رونالد ريجان. وهم الآن لديهم مجال نفوذ قوي يتميز بوجود نجوم أقوياء في الإذاعة والتليفزيون ومواقع الإنترنت.
ولن أقول إن الأمر يتعلق فقط ب«فوكس نيوز» يقول «نيكول هايمر»، أستاذ مساعد بكلية ميلر للعلاقات العامة بجامعة فيرجينيا «هذه الفقاعة الإعلامية المحافظة مهمة».
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»