ليس سرّاً أن قناة «فوكس نيوز» الإخبارية وإدارة الرئيس دونالد ترامب مترابطتان ارتباطاً شديداً، لذا، ليس مفاجئاً أن ترامب غرّد على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي يوم الخميس الماضي ليحضّ الأميركيين على متابعة كلمة المدعي العام «ويليام بار» على قناة «فوكس نيوز» حول تقرير المحقق الخاص «روبرت مولر» المتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية لعام 2016.
وكانت النتائج متوقعة، فالتغطية الإخبارية المبدئية لقناة «فوكس» تميزت إلى حد ما بوجود من تصفه القناة بأنه «كاشف الحقائق»: «كريس والاس». وأما المتابعة والتعليقات، فكانت من نصيب محامي ترامب «رودولف جويلياني»، الذي واصل الدفاع بقوة عن موقف ترامب، وأكد بلا كلل ولا ملل مقولات من قبيل: «إن تقرير مولر لم ينطو على أي شيء مفاجئ!». وكانت رسالته الواضحة: «لا شيء لنعلق عليه في التقرير، باستثناء التحقيق الفاسد في حدّ ذاته».
بيد أن منظمة «بوليتي فاكت» للتدقيق في الحقائق، أفادت بأن تقرير المحقق الخاص يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن روسيا قامت بقرصنة خوادم البريد الإلكتروني للحزب «الديمقراطي»، ومررت مواد لموقع التسريبات «ويكيليكس».
ولا شك في أن نتائج تقرير المحقق «مولر» سلّطت الضوء على دقائق الأمور السياسية، وسيكون لذلك تداعيات على الحملة الانتخابية لإعادة دونالد ترامب في عام 2020.
لذا، سيحتاج ترامب «فوكس نيوز» أكثر من أي وقت مضى من أجل الدفاع عنه في مواجهة «حقائق دامغة» وردت في التقرير، التي وصفتها الكاتبة الأميركية «داهليا لثويك» بأنها «أمور يعرفها حتى المراقب العادي».
وبإيجاز، يشير تقرير «مولر» إلى أن «الروس حاولوا سرقة الانتخابات، وبعض أعضاء حملة ترامب كانوا سعداء بتقديم المساعدة. وأراد الرئيس حماية مستشار الأمن القومي الأسبق مايكل فلين من التهم التي وُجّهت إليه في إطار التحقيق، وأراد وأد تقرير المحقق الخاص».
لكن على الرغم من الحقيقة المرّة التي يكشفها التقرير، إلا أنها لن تكون مهمة إذا كان مصدر الأخبار الرئيس الذي يستقي منه بعض المواطنين الأميركيين هو قناة «فوكس نيوز»، فهي غارقة في الإنكار وتوجيه اللوم إلى الآخرين.
*كاتبة أميركية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»