بعد تكليف الرئيس الإسرائيلي لنتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، بناءً على توصية 65 عضواً من أعضاء الكنيست، بدأت جولة المفاوضات المعتادة بينه كرئيس لحزب «ليكود» الحائز علي 35 مقعداً وبين خمسة أحزاب من معسكر اليمين من العلمانيين والمتدينين، هي: «اتحاد اليمين» (5 مقاعد)، و«شاس» (8 مقاعد)، و«يهدوت هتوراه» (8 مقاعد)، و«إسرائيل بيتنا» (5 مقاعد)، وأخيراً «حزب كولانو» (4 مقاعد). وقد بدأ كل حزب يطرح شروطه ومطالبه على نتنياهو مقابل دعمه ودخول حكومته، وأحياناً تكون المطالب متناقضة مما يفرض على نتنياهو الدخول في مفاوضات، تهدف إلى إرضاء جميع الأحزاب المشاركة في حكومته الائتلافية.
وتضم أحزاب المتدينين ثلاثة أحزاب، أولها حزب «اتحاد اليمين»، وهو حزب صهيوني ديني، وأهم مكوناته حزب «البيت اليهودي» الممثل للصهيونية الدينية وجماعات المستوطنين، وحزب «عوتسماه يهوديت» الممثل لفكر الحاخام كاهانا العنصري المتطرف، وله خمسة مقاعد. قدم هذا الحزب شروطه للانضمام للحكومة الائتلافية الجديدة لطاقم المفاوضات المعين في حزب «ليكود»، وخلاصة هذه الشروط كما ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت»:
- أن الحزب يريد تعهداً بمنع إقامة دولة فلسطينية بين البحر الأبيض ونهر الأردن.
- أنه يريد تعهداً برفض خطة «صفقة القرن» التي سيعلنها الرئيس ترامب.
- أنه يريد تعهداً بضم مناطق الضفة الغربية المقامة عليها المستوطنات إلى السيادة الإسرائيلية بقانون يصدره الكنيست.
- أنه يريد وزارتي التعليم والعدل ليشغلهما وزيران من أعضائه.
-أنه يريد سن قانون يعيد الحصانة التلقائية لأعضاء الكنيست يحصنهم من الملاحقات القانونية، وهو يدعي أنه لا يجامل نتنياهو بهذا المطلب ليحميه من التحقيقات التي قد تدفع به إلى المحكمة، غير أن جميع المراقبين يفهمون بأن هذا المطلب يمثل رداً للجميل لنتنياهو الذي صمم على توحيد أحزاب اليمين الصغيرة في حزب «اتحاد اليمين» لينقذها من الخسارة في الانتخابات.
كذلك تضم أحزاب المتدينين حزبين حريديين، أي لا يؤمنان بالصهيونية بل يؤمنان بأن الخلاص سيأتي من السماء، التي سترسل مسيحاً يهودياً، وبالتالي تتعامل هذه الأحزاب الحريدية مع الدولة الإسرائيلية باعتبارها معبراً يمهد لقدوم المسيح المخلص. هذان الحزبان أحدهما لليهود الغربيين (الإشكناز)، وهو «يهدوت هتوراه»، والثاني يمثل اليهود الشرقيين وهو حزب «شاس»، وتتركز شروطهما على مطالب دينية بشأن طابع الحياة العامة، وعلى طلب ميزانيات لدعم التعليم الديني، كما يشترطان على نتنياهو ضرورة رفض قانون تجنيد الشباب الحريديم الذي أعدته وزارة الدفاع عندما تولاها أفيجدور ليبرمان.
أما الأحزاب اليمينية العلمانية التي أوصت بنتنياهو رئيسا للوزراء فهي:
1-حزب «إسرائيل بيتنا» الممثل لليهود الروس، وقد قام طاقمه التفاوضي بتسليم عدة شروط لطاقم «ليكود»، أهمها حصول رئيسه أفيجدور ليبرمان على منصب وزير الدفاع، ومنحه (الحزب) وزارة استيعاب المهاجرين، بالإضافة لطلبين آخرين؛ أولهما اعتماد خطة حكومية لتصفية حكم «حماس» في غزة، والذي يريد نتنياهو الحفاظ عليه ليضمن تكريس انفصال القطاع عن الضفة، وثانيهما أنه يريد تمرير قانون تجنيد الشبان المتدينين علي عكس ما تريده الأحزاب الدينية. وهذا مطلب يضع نتنياهو في ورطة بين الطرفين.
2- حزب «كولانو»، ويطلب وزارتي المالية والاقتصاد.
إن المهلة النهائية لتشكيل الحكومة هي نهاية شهر مايو، ويبدو أن نتنياهو قد ينجح في التشكيل وإرضاء الجميع.