قبل أيام توجه لي أحد الأصدقاء بتساؤل أثناء تصفحه إحدى الصحف المحلية التي أعلنت عن قرار مركز محمد بن راشد للفضاء باختيار المواطن هزاع المنصوري ليكون رائد الفضاء الأساسي في مَهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية يوم 25 سبتمبر المقبل، كما أعلن المركز عن اختيار سلطان النيادي بديلاً له لنفس المهمة. والمعلوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت منتصف العام 2018 عن تدشين برنامج إعداد وتأهيل أول رائد فضاء عربي للالتحاق بفريق رواد الفضاء المقيمين في محطة الفضاء الدولية. واللافت للنظر أن مشروع دولة الإمارات للفضاء هو نتاج سياسة تم وضعها بعناية ودقة، بدأت بالإمارات وانتقلت إلى العالم العربي بالإعلان مؤخراً عن تطوير أول قمر صناعي عربي، وقد تخلل ذلك إطلاق «خليفة سات» في 29 أكتوبر 2018.
وهنا نأتي على تساؤل صديقي، والذي يتمحور حول كيف يقوم الإعلام المحلي بكافة وسائله بالترويج الدائم والمكثف لرحلة رائد الفضاء المواطن الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية؟ بحيث يتسع نطاق الاهتمام ليضيف إلى الأخبار التي يبثها مركز محمد بن راشد للفضاء بين فترة وأخرى عن تلك الرحلة، ذلك لأن الأمر يتطلب تغطية إعلامية مكثفة.
هذه الخطوة الإيجابية الواعدة ينبغي أن تواكبها جهود لتوثيقها بكل لغات الأرض، فنحن أمام حدث تاريخي. ولعلي أجزم أن الدافع وراء تساؤلات صديقي هو ما تمتلكه دولة الإمارات العربية المتحدة من إمكانيات وقدرات تضاهي أكثر الدول تقدماً وتطوراً بما يؤهلها لتكثيف التغطية على هذا الحدث الكبير داخل الدولة وخارجها.
وستكون لدى إعلامنا المحلي مهمة شاملة ومستمرة لترسيخ ذلك الحدث التاريخي في عقول الجيل الحالي من المواطنين بجانب المقيمين ليتم نقله إلى الجيل القادم بيسر وسهولة. وهي أيضاً مهمة ينبغي أن تشارك مدارس ومؤسسات التعليم العالي بالدولة، في الاحتفاء بها، من أجل ترويجها للطلاب، وتوعيتهم بمهمة محطة الفضاء الدولية وأهميتها للجنس البشري ودور دولة الإمارات فيها من خلال رائد الفضاء هزاع المنصوري.
وقد يتطلب الأمر إضافة وحدات تعليمية بمناهج وزارة التربية والتعليم تشرح وتوثق رحلة هزاع المنصوري لأجيال الدولة. ولدّي اقتراح يتمثل في نشر لوحات على الطرق الرئيسية في الدولة لهزاع المنصوري مع عبارة تشرح مهمته بالعديد من اللغات. ويمتد الأمر للترويج الدائم على وسائل التواصل الاجتماعي لمهمة هزاع المنصوري بشكل خاص واستراتيجية مركز محمد بن راشد للفضاء بشكل عام. ومن المهم أيضاً التركيز على المنافسة القوية والشريفة التي خاضها هزاع المنصوري وسلطان النيادي بين 4022 شخصاً تقدموا لبرنامج «الإمارات لرواد الفضاء» حتى تم اختيارهما لتلك المهمة.
إن حدثاً بحجم إرسال أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية لينضم إلى قائمة تضم أكثر من 220 رائد فضاء ينتمون إلى 17 دولة منذ عام 2000، يجب أن يكون أمام أعيننا في الطرق ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ومؤسسات التعليم والمراكز التجارية وغيرها الكثير ترويجاً وتوثيقاً، فهو حدث لا يتكرر إلا كل عدة سنوات، رغم أنه الأول في مسيرة برنامج «الإمارات لرواد الفضاء».