حتى الآن، أعلن 20 شخصاً اعتزامهم التنافس للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر 2020. القائمة تتضمن تشكيلة لافتة من المرشحين الذين يمثلون عدة فئات عمرية وكتلاً ناخبة مختلفة. أحد عشر رجلاً أبيض سيتنافسون في هذه الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، من السيناتور بيرني ساندرز (77 عاماً)، ونائب الرئيس السابق جو بايدن (76 عاماً)، إلى عمدة مدينة ساوث بيند (ولاية إنديانا) بيتي بوتيغيغ (37 عاماً)، وعضو الكونجرس عن ولاية كاليفورنيا إيريك سوالويل (38 عاماً). أما قائمة النساء الست المرشحات، فتشمل السيناتورات إيليزابيث وارن، وكريستن جيليبراند، وأميركية أفريقية هي السيناتورة كمالا هاريس. ومن الذكور الآخرين أميركيان أفريقيان، هما السيناتور كوري بوكر وعمدة مدينة ميرامار (ولاية فلوريدا) واين ميسام، وأميركي لاتيني واحد هو وزير الإسكان والتنمية الحضرية السابق جوليان كاسترو، ورجل أعمال أميركي آسيوي هو آندرو يانغ. ومن بين المرشحين الذكور أيضاً حاكم ولاية واشنطن جاي إينسلي، وهو مرشح موضوعه الوحيد تغير المناخ.
وما زال من المبكر جداً التكهن بأي المرشحين المعروفين، بمن فيهم بايدن وساندرز، سيحصل على ترشيح الحزب. لكن استناداً إلى التجارب السابقة في مثل هذه المرحلة من الحملة، فإن المتقدمين في السباق كثيراً ما يُهزمون من قبل منافسين يُنظر إليهم على أنهم أقل حظاً، مثل جيمي كارتر في 1976 ودونالد ترامب في 2016، واللذان كانا يعتبران مرشحين غير واقعيين. ورغم أن الديمقراطيين الذين أعلنوا عن ترشحهم حتى الآن يمثلون آراء مختلفة جداً بخصوص مواضيع محورية مثل الرعاية الصحية، وقروض الطلبة، والضرائب، فاللافت هو تعهد متزايد من قبل المتنافسين بأنه أياً يكن الفائز بالترشيح الديمقراطي فسيحصل على كامل الدعم من المنافسين الآخرين من أجل تشكيل جبهة موحدة في الجهد الرامي لإلحاق الهزيمة بترامب.
غير أنه من أجل ذلك، سيتعين على الديمقراطيين استعادة أصوات عمال المصانع الحاسمة التي خسروها في ولايات «الحزام الصدئ»، الذين عانوا من فقدان الوظائف جرّاء المنافسة الخارجية والأتمتة والتكنولوجيا الجديدة. والولايات الرئيسية في هذه الفئة التي فاز بها ترامب بهامش صغير هي بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغن وأوهايو. ويعتقد الديمقراطيون أنه على الرغم من أن الاقتصاد الأميركي قوي حالياً ويسجل معدلات بطالة متدنية، فإن معظم العمال في الطرف المتدني من الأجور ما زالوا يتلقون أجوراً هزيلة مقارنةً بالمكاسب المالية الكبيرة جداً التي يجنيها الأميركيون الأغنياء في عهد ترامب. بل إن بعض ناخبي ترامب الأقل أجراً أخذوا يدركون أن إصلاحاته الضريبية التي كُتب وقيل عنها الكثير كانت مفيدة أولاً وقبل كل شيء للشركات وللـ1? الأغنى من السكان.
وفي وقتنا الحالي، يتجادل الديمقراطيون حول الاستراتيجية المثلى لمهاجمة ترامب. فالمنافسون الأكثر اعتدالاً قلقون من الجهود المبكرة للجنة القضاء في مجلس النواب للضغط في اتجاه توجيه اتهامات عزل ضد ترامب استناداً إلى تقرير مولر. ويحاججون بأنهم حتى في حال فازوا في التصويت لصالح العزل في مجلس النواب، فثمة احتمال ضئيل للحصول على أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ لعزل الرئيس. وبالتالي فإن إجراءات العزل ستستغرق وقتاً طويلا ولا أمل في نجاحها، كما أن هذا قد يتسبب في رد فعل سلبي بين الكثير من الناخبين المعتدلين والمستقلين. وبالمقابل، فإن التركيز ينبغي أن يكون منصباً على الرعاية الصحية، والتعليم، والأجور، والبنية التحتية، وسياسة هجرة عادلة وفعالة. ومن المرشحين المؤيدين للعزل هناك إيليزابيث وارن، التي تعتقد أن مخالفات ترامب خطيرة بما يكفي لدرجة تستوجب محاسبته مهما كانت النتيجة.
الدعم لدعوة وارن قد يزداد في حال كشفت جلسات الاستماع التي يعقدها الكونجرس بخصوص تقرير مولر، وتحقيقات أخرى بشأن أنشطة ترامب التجارية، عن معلومات جديدة مزعجة. لكن البيت الأبيض في عهد ترامب يقاوم أي جهود من قبل الديمقراطيين للوصول إلى كشوفاته المالية وسيستخدم أي تكتيكات يستطيع استخدامها لتأخير تحقيق حاسم. وفي هذا الصدد، استعان ترامب مؤخراً بمجموعة جديدة من المحامين لمساعدته في استراتيجيته الرامية إلى التأخير والمماطلة. وبالنظر إلى التحيز الواضح لوزير العدل الجديد ويليام بار لترامب، فإن احتمالات تجنب أو إبطاء تحقيقات جديدة عاليةٌ جداً، على الأقل في المدى القصير.
صورة أوضح للميدان الديمقراطي ستظهر بعد المناظرات العمومية الأولى بين المرشحين، التي من المقرر عقدها في السادس والعشرين والسابع والعشرين من يونيو المقبل. ومن المحتمل أن كل المرشحين الحاليين في السباق سيتأهلون وفق القواعد والمعايير التي حددها الحزب الديمقراطي. ذلك أن قيادة الحزب تريد أن تكون على مسافة واحدة من جميع المتنافسين، وأن تتجنب الاتهامات التي وجهت لها في 2016 بأنها استخدمت سلطتها لترجيح كفة هيلاري كلينتون على كفة بيرني ساندرز.