هل هذه هي بداية النهاية لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (ديمقراطية –كاليفورنيا)؟ بيلوسي قالت بشكل لا لبس فيه إن وزير العدل «ويليام بار» كذب على الكونجرس، وأضافت، أن هذا يعد جريمة. ربما تكون بيلوسي قد اعتقدت أنها تقف أمام حشدها من «الديمقراطيين» الغاضبين. ولكنها كشفت اتجاهاً جديداً مثيراً للقلق في سياستنا، يتمثل في أنه إذا لم تقل للكونجرس ما يريد أن يسمعه، فأنت بذلك تكذب، وبالتالي تكون مجرماً.
بهذا المنطق، لم تعد الحقيقة مطلقة. إنها معيار نسبي. «بار» لا يتعامل بطريقة مهملة أو غير مسؤولة مع الحقيقة. وخطيئته الحقيقية، في أعين «الديمقراطيين» أصحاب الأصوات العالية، قد تكون ببساطة أنه جاد أكثر من اللازم.
لم يعجب البعض بالخطاب الذي أرسله وزير العدل إلى الكونجرس في 24 مارس والمؤلف من أربع صفحات، حيث خلص إلى استنتاجات رئيسية بشأن تقرير مولر. والبعض لم يعجبه أن وزير العدل لم يخبر النائب «تشارلي كريست» (ديمقراطي –فلوريدا) بشأن الخطاب الذي تلقاه يوم 27 مارس من المستشار الخاص روبرت مولر، والذي أعرب فيه الأخير عن إحباطه بشأن تغطية خطاب «بار» ليوم 24 مارس. والبعض، مثل السيناتور «شيلدون وايتهاوس» (ديمقراطي –رود آيلاند)، غضب لأن «بار» وصف خداع المحققين واستخدامهم لهويات مزيفة للاستقصاء عن مسؤول حملة ترامب في الخارج بـ «التجسس».
وبعد أن تحمل بصبر محاكمة صورية في مجلس الشيوخ، من الذي يستطيع إلقاء اللوم على «بار» لأنه فوت الفرصة لتكرار التجربة في مجلس النواب؟ وتماماً كما مهد تسريب خطاب مولر ليوم 27 مارس الطريق للمشهد أمام مجلس الشيوخ، فإن اتهام بيلوسي بأن أكبر مسؤول في وزارة العدل الأميركية قد ارتكب جريمة يمهد الطريق لأي إنتاج يُعده الآن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بشكل مسعور. وقد يكون هذا أي شيء. إننا نتحدث عن مجموعة من المسؤولين المنتخبين الذي يجب أن يكونوا قد اعتقدوا إن بإمكانهم الترويج لفكرة معينة عن المدعي العام للولايات المتحدة. وليس من الواضح أن القيادة «الديمقراطية» تعرف ما هي نهاية اللعبة حقاً.
* مستشار سياسي للبيت الأبيض في إدارتيّ ريجان وبوش الأب
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»