ظل روس اتكينز مقدم برنامج «أوتسايد سورس» الإخباري في هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) يلاحظ أنه يعطي للرجال وقتاً أطول على الهواء من النساء. لكن في عام 2016، كان اتكينز يستمع إلى برنامج إخباري ووجد أن كل المشاركين فيه من الرجال، فتأثر بشدة وفكر في فعل شيء ما، فظهرت فكرته التي تعطي تمثيلا متساوياً للرجال والنساء في التعليق ونقل الأنباء. ولم تغير الفكرة من يظهرون في برنامجه فحسب، بل تبنتها كثير من البرامج الأخرى في أقسام هيئة الإذاعة البريطانية وغيرها، ضمن مسعى يطلق عليه «50: 50». وكما درست مدرسة كيندي في جامعة هارفاد ومدرسة لندن للأعمال البريطانية هذه التجربة، فقد خاضتها عملياً 20 شركة إعلامية أخرى. وتعتقد فيفيان شيلر، المستشارة الإعلامية ومديرة الأخبار السابقة في راديو «إن. بي. آر. وتويتر»، أن «مبادرات مشابهة عبر السنوات فشلت، وهذا يرجع في جانب منه إلى أنها جاءت من أعلى إلى غرف الأخبار». لكنها ترى أن هذه التجربة تحقق نجاحاً لأنها «ملك للصحفيين الذين يخوضونها بمحض إرادتهم».
لكن «توني هول» المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية شجع الهيئة برمتها على اللحاق بهذا المسعى دون مطالبتها بذلك. والمشكلة التي يتعين حلها واضحة وقد عبر عنها «مركز إعلام النساء» البحثي غير الهادف للربح في الولايات المتحدة في تقريره لعام 2019 قائلا: «رغم بعض المكاسب، مازال الرجال يهيمنون على كل جزء من الأنباء والترفيه والإعلام الرقمي». وذكر التقرير أن النساء يكتبن 15% فحسب من مقالات الرأي في القضايا الدولية في أربعة من أوسع الصحف الأميركية انتشاراً.
وذكرت «انيتا راتان»، الأستاذة بمدرسة لندن للأعمال، أن الظهور في وسائل الإعلام يخلق صوراً نمطية جيدة، والتصدي للصور النمطية المدمرة أيضاً. وتضيف: «حين لا يتم تقديم النساء كخبيرات يسود التصور بأن الرجال خبراء والنساء لسن كذلك». وهي تعتقد بأن نجاح مسعى «50: 50» يعود لعدم وجود نظام تنفيذي للالتزام به.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»