يبدو أن هناك من يتوقع أفولاً وشيكاً لنجم جو بايدن النائب السابق للرئيس أوباما. وهذا الأفول لن يحتاج إلى وقوع بايدن في زلات، بل كل ما يتعين علينا هو الانتظار فحسب. فمشكلة مشروع قانونه عن الجريمة قد يسقطه، وهناك خطته عن الطاقة الخضراء التي لم ينشرها لكن التي يُنظر إليها باعتبارها ليس تقدمية بما يكفي ليراهن المرء عليها! وربما يؤيد المغردون على تويتر الأكثر تقدماً والمعلقون في شبكات التلفزيون الكابلي مرشحاً أكثر ميلاً لليسار. لكن وسائل الإعلام التقدمية ربما لا تستوعب شعبية بايدن لدى «الديمقراطيين» الأكبر سناً الذين يتطلعون إلى الاستقرار والخبرة. والتفكير بالتمني ربما هو وحده الذي يدعم افتراض أن انهيار «بايدن» ليس إلا مسألة وقت. وتشير البيانات إلى أنه يتمتع بقاعدة واسعة من المؤيدين.
فموقع «ريال كلير بوليتكس» الذي يجمع بيانات استطلاعات الرأي، يشير إلى أن متوسط التأييد الذي يحظى به بايدن يبلغ 34.7% أي ضعف ما يتمتع به السيناتور بيرني ساندرز الذي حظي بمتوسط نسبة تأييد بلغت 17.7%. والحكمة التقليدية القديمة كانت تشير إلى أن ساندرز هو منافس وافر الحظ، أما الحكمة التقليدية الحديثة، فتشير إلى أنه تجاوز وقت ذروته. فقد ذكر «تشاك تود» في برنامج مقابلة مع الصحافة «يتعرض بيرني ساندرز إلى ضغط من الجانبين فيما يبدو. فقد دخل جو بايدن وأرقام التأييد التي يحظى بها تتنامى. وأرقام تأييد بيرني ساندرز تنخفض. وكلما قل اهتمام المرء كلما زاد احتمال أن يكون من أنصار بيرني ساندرز. فقد سحب بايدن مجموعة من المؤيدين المعتدلين».
ومن المحتمل أن يصبح ساندرز في المرتبة الثانية وبفارق كبير مع مجموعة متقاربة في نسب التأييد من المنافسين. ومتوسط التأييد في موقع ريال كلير بوليتكس للسيناتورة اليزابيث وارين يقترب من 10% على حين يبلغ متوسط التأييد لكامالا هاريس 8% ويبلغ متوسط التأييد لبيت بيتيجيج رئيس بلدية ساوث بند في ولاية انديانا 6.2% أما باقي المتنافسين فتبلغ نسبة التأييد لهم أقل من 4%.
لكن حتى إذا ترنح واحد أو أكثر من هذه المجموعة، فليس هناك ما يضمن أن يحصد شخص آخر دعم الناخبين الذين يرفضون بايدن. فقد توصل استطلاع رأي أجرته شركة «ايشلون انسايتس» محسوبة على الحزب «الجمهوري»، على سبيل المثال، إلى أن «بايدن» إذا تنافس مع «ساندرز» وحده، سيحصل «بايدن» على 61% من التأييد مقابل 25% لساندرز، وهذا استطلاع رأي واحد وصادر عن شركة «جمهورية»، لكن في هذه المرحلة لا يوجد مرشح واحد قادر فيما يبدو على مضاهاة شعبية «بايدن».
* كاتبة أميركية
ينشر بترتب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»