مع وجود 10 مرشحين رئاسيين «ديمقراطيين» وخمسة مدراء جلسة في كل واحدة من ليلتي السادس والعشرين والسابع والعشرين من يونيو الجاري، سيحصل كل متنافس على بضع دقائق فقط من أجل التحدث (تشمل وقت طرح الأسئلة، والمقدمة، وكلمة الختام). ولهذا، قد لا يكون لدى المشاهدين الوقت الكافي لاكتشاف الاختلافات بين المرشحين من حيث السياسات، وخاصة عندما يتفق معظمهم حول معظم المواضيع، ولكنهم سيتمكنون من رؤية سلوكهم ومزاجهم ومستواهم الفكري.
غير أنه إذا كان مديرو الجلسات ماهرين، فإنهم قد يستطيعون اكتشاف بعض التباينات الحقيقية في آراء المتنافسين ومقارباتهم لممارسة الحكم.
الليلة الأولى تتميز بمشاركة السيناتورة «إيليزابيث وارن»، الديمقراطية عن ولاية ماساتشوسيتس، المدافعة عن «ميديكير للجميع»، والسيناتورة «إيمي كلوبتشر»، «الديمقراطية» عن ولاية مينيسوتا، المدافعة عن توسيع الاستفادة من الرعاية الصحية تحت «قانون الرعاية الرخيصة» ومعالجة ارتفاع أسعار الأدوية. هنا ينبغي سؤال كل واحدة منهما عن عيوب ونواقص مقاربة المرشحة الأخرى، كما ينبغي سؤال كل واحدة منهما كيف يمكنها تجاوز «الجمهوريين» الرافضين. ولأن «وارن» تريد تعليماً جامعياً بالمجان و«كلوبتشر» تقول لا، فإنه ينبغي جعل كل واحدة منهما تقدم حججها.
وإذا كان لدى «بيتو أورورك» واحد من أهزل السجلات، فإن حاكم ولاية واشنطن «جاي إينسلي» (كعضو في الكونجرس وكحاكم للولاية مرتين) يمتلك واحداً من أكثرها إبهارا. وبالتالي، ينبغي سؤال «أورورك» لماذا يعتقد أن «إينسلي»، الذي فعل الكثير من الأشياء التي يتحدث عنها «أورورك» (الوصول العام للرعاية الصحية، وإصلاح التعليم، ومبادرات الطاقة الخضراء)، لا يمثل اختياراً أحسن؛ كما ينبغي سؤال «إينسلي» لماذا يعتقد أن خطته للطاقة الخضراء أقوى من خطة «أورورك».
الليلة الثانية ستتميز بمشاركة وحضور أربعة متنافسين من الوزن الثقيل على خشبة المسرح (نائب الرئيس السابق جو بايدن؛ وعمدة ساوث باند، ولاية إنديانا، «بيت بوتيغيغ»؛ والسيناتور «بيرني ساندرز» عن ولاية فيرمونت والسيناتورة «كامالا هاريس» عن ولاية كاليفورنيا). وستكون ثمة الكثير من الفرص للكشف عن نقاط قوة وضعف المتنافسين. وفضلا عن ذلك، فإنها فرصة نادرة لجعل المرشحين يواجهون بعضهم بعضا بخصوص مجالات الاختلاف.
وفي هذا الصدد، ينبغي على كل من بايدن وساندرز أن يشرحا لماذا يعتبر انتخاب رجل سبعيني فكرة جيدة. وهل يعتزمان الإفراج عن سجلاتهما الصحية الكاملة قبل نهاية العام. وهنا ينبغي أن يطلب من «بوتيغيغ» أن يكون صريحاً: أليس ثمة الكثير من الأشياء التي لا يعرفها، والتي سيضطر لتعلمها أثناء أدائه العمل؟
وإذا كان «ساندرز» قد حقّق جزء صغيراً جداً مما حققه «بايدن»، فلماذا تفضيل شخص لم ينفذ أبداً أجندته الراديكالية على شخص حقق تقدماً مهماً، وإن ْمحدوداً، بخصوص سلسلة من الجبهات؟ وإذا كان «بوتيغيغ» يدافع عن الرأسمالية، ولكنه يعترف بنواقصها، فلنجعله و«ساندرز» يقدمان حججهما دفاعاً عن الرأسمالية الديمقراطية والاشتراكية الديمقراطية، على التوالي. يجدر «بهاريس وبايدن» أن يناقشا قانون الجريمة لعام 1994. فهل كان ذلك رداً ضرورياً على تفشي الجريمة أفرز عواقب غير مقصودة أم جهدا غير موفق ضرره كفان أكبر من فائدته؟
ثم ماذا يعرف «بايدن» من السنوات التي قضاها في مجلس الشيوخ وإدارة أوباما والتي لا يعرفها الآخرون؟ وماذا يعرف «بوتيغيغ» من الوقت الذي أمضاه في الجيش والذي فوته الآخرون؟
الواقع أن معظم المرشحين العشرين يقولون الشيء نفسه (إنهاء الحروب الطويلة، الوقوف في وجه الصين بدون إلحاق الضرر بالأميركيين) حول المواضيع نفسها، ولكنهم لا يوضحون كيف يعتزمون القيام بذلك. ولهذا، ينبغي أن يضغط على كل واحد منهم ليشرح كيف ينوي إنهاء الحروب بدون منح الإرهابيين ملاذات آمنة. وإذا كانت حرب الرسوم الجمركية غير ناجعة ضد الصين، فهل ينبغي، مثلًا، إعادة إحياء اتفاقية «الشراكة العابرة للمحيط الهادي»، التي وضعت الصين في وضع سياسي واقتصادي غير موات في آسيا؟ وفي ما يتعلق بالضرر الذي ألحقه ترامب بديمقراطيتنا الدستورية، فينبغي أن يطلب من المرشحين أن يحددوا بعض الإصلاحات من أجل وزارة العدل والإشراف على عمل أجهزة الاستخبارات. وعموما، تكمن الفكرة في السماح للمرشحين بالتحدث لأكبر قدر ممكن، وربما حتى مناظرة بعضهم بعضا من حين لآخر.
*محللة سياسية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»