هل النظام المالي والسياسي العالمي الحالي هو نظام ُصمّم لغرض واحد فقط، ألا وهو سيطرة عائلات قليلةٍعلى باقي سكان الكرة الأرضية؟ فالمال والسياسة توأمان لا يفترقان أبداً! وما لا يعرفه الكثير من الناس أنّ البنك المركزي الأميركي (البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي) هو مؤسسة مستقلة لا تخضع للمحاسبة، وليس للرئيس الأميركي أو أية مؤسسة حكومية أية ُسلطة عليه، ولا يملك الرئيس أو غيره رفض القرارات التي يتخذّها البنك، فالبنك يطبع النقود للخزينة الأميركية بناء على نظام مبنيّ على الديون، أيّ أنّ أميركا كدولة يتحكّم في مصيرها حكومة العائلات السريّة (آل روتشيلد، آل روكفلر، آل مورغان) والتي تحكم العالم وأسست البنك المركزي عام 1913، وبالتالي يحصل مجموعة من المتطفلّين إن صحّ التعبير على المعلومات التي تتعلق بالاقتصاد قبل الجميع ليتحكموا في الأسواق والاقتصاد كيفما يشاؤون!
فقبل الركود الاقتصادي العظيم في عام 1929 سحبت النخّب المالية وكبار المصرفيين المطلّعين على المعلومات التي لم تكن متاحة لغيرهم آنذاك جميع أسهمهم من أسواق البورصة، ليشتروا بعد الركود بثمنٍبخسٍأسهم أكبر المؤسسات والبنوك المتعثّرة وامتلاكها بالكامل، وقد حدث شيء مشابه لذلك في الأزمة المالية العالمية في عام 2008 حيث تم إنقاذ البنوك التي تملكها تلك العائلات بقرار من البنك المركزي الأميركي، وفي الوقت نفسه تمّ إعادة ترتيب أوراق النظام المالي العالمي وفق شروط لعب جديدة.
ويعتقد العديد أن هذا النهج السري بدأ على يد «عائلة روتشيلد»، وهي عائلة يهودية ألمانية غنية جداً، حيث نشر الأب أبناءه الخمسة في أكبر الدول الأوروبية ليغيّروا هم وأحفادهم النظام المالي والسياسي العالمي، بما في ذلك صناعة الحروب، ووصلت تلك الأسرة إلى درجة من القوة المالية جعلتها تُقرِض الدول الأموال والذهب مما يجعل لها هيمنة على تلك الدول وعلى سياساتها وقراراتها، وهم الذين بدؤوا بإنشاء الجمعيات السريّة ومجتمع سري عالمي بعقلية «من يملك الذهب يملك الملوك» و«من يملك الملوك يملك الشعوب»، وهم من كانوا وراء تفجير الثورة الفرنسية وتشجيع الإمبراطوريات الاستعمارية على السيطرة على العالم، وبعد أن انسحبت تلك الدول الاستعمارية من المناطق تركوا وراءهم شبكات المجتمع السري، واستمروا في السيطرة على الأحداث وتنظيمها منذ ذلك الحين حسب نظرية الجمعيات السريّة التي تتحكّم في العالم، والكثير من اليهود من تلك الجمعيات تحولّوا للنصرانية وتبّنوا أسماء عائلات أوروبية مسيحية بحكم المصاهرة ليكون منهم رؤساء الحكومات في الكثير من دول العالم الغربي.
فتخيّل أن عائلةً واحدةً تمتلك 700 تريليون دولار كأصول مالية، والعائلات الأغنى في العالم تسيطر على ثروات الكرة الأرضية، وهناك 13 عائلة تتحكم في النظام المالي العالمي ويعملون على أجندة مخططة وُمنسّقة منذ فترة طويلة لإنشاء حكومة عالمية وبنك مركزيّ، وجيش وشعب صغير مترابط مرتبط بجهاز حاسوبٍعالميّ، ومن المقرّر أن يكون حلف «الناتو» الجيش العالمي مدمجًا مع عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام ليصبح قوة الشرطة العالمية، لإبقاء الدول التي لا ترغب في التنازل عن سيادتها لحكومة المتنّورين العالمية ضمن الخطة المرسومة، ومن المقرّر أن تتطور تلك القوة من خلال الأمم المتحدة. وذلك على غرار الهرم المصرفي العالمي، حيث تخضع جميع البنوك في النهاية لسيطرة نفس الأشخاص، وهناك هرم عالمي يشمل أهرامات البنوك والأعمال التجارية والإعلام والجيوش والسياسة والمؤسسات الأخرى.
فالنظم السياسية الغربية التي نتغنّى بها هي مجرد أسلحة للسيطرة على الشعوب، ناهيك عن السيطرة على مخازن الحبوب الغذائية في العالم والمحاصيل والموارد المائية، والإعلام ومصادر الطاقة وجعل العولمة واقعاً لا مفرّ منه، وأبسط ممارسة للعولمة نمارسها يومياً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي غيّرت أنماط حياتنا كرهاً وطوعاً، ونشر الأمراض والحروب والجماعات الإرهابية ومحاربة الديانات والقيم الأخلاقية، والمفزع أنهم يريدون أن يكون عدد سكان العالم أقل من مليار شخص تاركين موارد الأرض لاستخدامهم الحصريّ، وهم من يتحكمون ويسيطرون على أكبر المدن التي تعدّ مراكز مالية عالمية والعواصم السياسية الأكثر تأثيراً على العالم، والتقنيات والبرامج العقلية والنفسية لغسل الأدمغة، ولا زلنا نتحدث عن قوميّة وخلافة و«ربيع عربي» لإنقاذنا مما هو قادم!
*كاتب وباحث إماراتي في شؤون التعايش السلمي وحوار الثقافات.