من أطلق على هذه المنطقة بـ«الملتهبة»، لم يكذب ولم يسقط في فخ المبالغات، بل على العكس أصاب عين الحقيقة.
فهذه المنطقة الغنية بالذهب الأسود، والتي تزود كل بقاع العالم بالطاقة، تحولت منذ عقود إلى مكمن الأطماع، التي تعرضها لشراسة النظرات المتوجسة والمتوحشة، فلا أحد يرى أنها ملأى بحضارة القرون البعيدة، وبشعوب وثق التعب لغتهم، واستوطنت الصحراء في أفكارهم وآرائهم ومشاعرهم، وهناك من يظن عبثاً أنها أرض يباب، إلا من بترول يشكل أموالاً طائلة، لكنها منطقة غنية بشعوبها وثقافتها وحضارتها.
هذه المنطقة الغنية، وأقصد دول الخليج العربية، لا أسهل من الحصول على وظيفة فيها، أيا كانت جنسية الشخص، فقد فتحت ذراعيها للجميع بلا استثناء.
وفي الإمارات، لا أشك أبداً أن كل هؤلاء الذين يعملون على أرضها، أيا كانت جنسياتهم، يبتهلون إلى الله، بشكل يومي، أن يسود الأمن والأمان في هذه الدولة المعطاءة.
وعلى النقيض، أزعم أن أمراض إيران الداخلية العصية على العلاج، سببها الأساسي وجود فكر رجعي غير قابل للتصدير، رغم كل محاولاتها وكل المناوشات التي حدثت وستحدث، والتي تتطلب مواجهة فعلية.
هذه المواجهة التي تسعى إليها إيران، لا تقع ضمن عقلانية في البحث عن حلول جذرية، إنما في استفزاز يسعى إلى إسكات الداخل وانشغاله، بدلاً من مطالباتهم بالإصلاح السياسي والاقتصادي.
فقد تدهورت عجلة الاقتصاد في إيران، منذ زمن وصول هذه الطغمة إلى سدة الحكم، وأصرت على بث الكراهية صوب جيرانها.
وكيف يمكن الاقتناع بحسن النوايا، بعد كل ما فعلته إيران في سوريا والعراق عبر وكلائها، ونتائج ما تقوم عصية على التجاهل أو التغافل.
لم تختر الطريق الأسلم، بل الأفظع، الذي لا يضع أي اعتبارات لأي معايير إنسانية، أو حتى معنية بالشأن الداخلي.
لا أحد يبحث عن الحرب أو ينتظرها، لكن ما تمارسه دولة الإرهاب مستفز، ومثير للغضب والتوجس، وتزرع سوء النوايا على طول الخط.
لا أحد يربح في الحرب، لكن هل فكرت إيران في شعبها أولاً وآخراً؟! هل تدرك حجم معاناته حتى تزج به في أهوال حرب، وهو الفقير الباحث عن لقمة العيش كأقصى طموح له؟ درء الشر هو المطلب الملح اليوم لا غير.
*كاتبة إماراتية