طبعاً، كان لقمة مجموعة العشرين G 20 لهذا العام، ألق خاص، نظراً لتواجد ولي العهد السعودي هناك، لكي يمثلنا جميعاً، كما غرد بذلك الشيخ شخبوط بن نهيان عبر حسابه، بـ«تويتر»: (صاحب السمو ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، بحضوره المؤثر وموقعه المميز، يمثلنا جميعاً في قمة G 20 في اليابان، مكانة السعودية بين الدول العظمى محل فخرنا واعتزازنا).
لقد استطاعت المملكة إقناع العالم الصناعي كله، بانتقال دورة 2020 إلى الرياض، دون تردد من الأعضاء الكبار. ماذا لدى السعودية حتى تقنع الكبار لعقد قمتهم- التي لم تخرج من ديارهم قط- في رياضها؟ السعودية لديها استراتيجية 2030، التي تبلغ قيمتها الاقتصادية حول عشرة تريليونات ريال، وهو ما يتعلق بميزانية الحكومة السعودية خلال الفترة المقبلة. والخبر المشجع، والذي انتشر كالنار في الهشيم أثناء اجتماع القادة في «أوساكا» باليابان، هو افتتاح مطار «خليج نجوم»، ومشروع «نجوم» الذي تقترب تكلفته من 500 مليار دولار، فهو جدير بأن يسيل له لعاب الصناعيين والاقتصاديين ورجال المال والأعمال في كل أنحاء المعمورة.
ولا يقف ثقل السعودية عند هذا الحد، فهي بـ «أرامكو» وحدها عاصمة النفط في العالم، بقيمة تقترب من خمسة تريليونات دولار، واحتياط نفطي بحوالي 200 مليار برميل من النفط الخام، إضافةً إلى منجم من الذهب، بحجم يقدر بـ 70 كيلومتر مربع، لا زال بكراً وواعداً.
فلدى السعودية القدرة على حفظ التوازنات في السوق العالمي للنفط، من أجل استقرار الأسعار، وعدم الإضرار بالمستهلكين في شتى أنحاء العالم، وبالأخص عند الأزمات.
وهو ما شهد عليه وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في بيان له، أن الاتفاق بين روسيا والسعودية على تمديد تخفيضات إنتاج الخام، يظهر التزام البلدين باستقرار سوق النفط. واتفقت السعودية وروسيا على تمديد اتفاق أوبك لخفض إمدادات الخام، لمدة تتراوح بين ستة وتسعة أشهر.
وأما فيما يخص القمة G 20، فقد أكدت صحيفة الرياض في افتتاحيتها، يوم الاثنين الماضي، على أنه لا يمكن لمتأمّل ومتابع للشأن الدولي السياسي، أن يمرَّ على أحداث قمّة «مجموعة العشرين»، التي احتضنتها أوساكا، دون أن يلحظ التفوّق الدبلوماسي والحنكة السياسية ورسوخ الحضور والأثر للمملكة العربية السعودية، وملمح هذا التميّز وتفرّده أنه يأتي في ظل ظروف إقليمية، غاية في التعقيد والتشعّب والتحدّيات أيضاً.
ويكفي من ذلك، أن شينزو آبي، رئيس الدولة المضيفة لهذه القمة الحيوية، من كافة الجوانب هو الذي أشاد بجهود السعودية للحد من اعتمادها على النفط، ووعد ولي العهد السعودي بأن تساعد اليابان السعودية في خطة إصلاح شاملة.
وقال «آبي» للأمير محمد، في بداية اجتماع ثنائي، بعد اجتماع قمة مجموعة العشرين، في مدينة أوساكا: إن «رؤية السعودية 2030 عملية إصلاح رئيسية غير مسبوقة، تهدف إلى وقف الاعتماد على النفط، وإلى تنويع الصناعة وفقاً لمبادرة جلالتكم». وأضاف: أن «اليابان ستواصل بذل أقصى جهد من قبل الحكومة والقطاع الخاص للمساعدة في نجاحها».
وعلى ضوء ذلك، قالت صحيفة الرياض، في افتتاحيتها، يوم الأحد الموافق 30/6/2019، تحت عنوان «القمة في الرياض»، إذا كان دور المملكة في مجموعة العشرين، شهد تنامياً في سنوات مضت، فهو مرشح لأن يشهد قفزة غير مسبوقة في العام المقبل (2020)، عندما ترأس وتستضيف الرياض اجتماع مجموعة العشرين، الذي بدأ الاستعداد له في وقت مبكر، لتحديد الملفات محل النقاش، وبحث آلية تنفيذ التوصيات، بما يضمن إيجاد حلول جذرية للعديد من المشكلات المترسخة في دول العالم.
وقد عبّر قرقاش، في حسابه عن ذلك بتويتر، قائلاً: إن الحضور السعودي المتألق في قمة العشرين، ودور الرياض المتنامي على الصعيد الدولي لمصلحة العرب والمنطقة، الروح الجديدة والمتجددة التي تشهدها السعودية مبشرة، ونرى في ازدهارها ازدهارنا، وفي استقرارها استقرارنا.
*كاتب إماراتي