منذ إجراء المناظرة الرئاسية «الديمقراطية» في الأسبوع الماضي، تراجع التأييد للسيناتور «بيرني ساندرز» (مستقل –من ولاية فيرمونت) في استطلاع الرأي الوطني الذي أجرته شبكة «سي. إن. إن» من 18 إلى 14%، وظل ثابتاً في الاستطلاع الذي أجرته شركة «مورنينج كونسالت» وصحيفة «بوليتيكو» وانخفض تماماً إلى 9% في «أيوا»، الولاية التي حصل فيها على 49.6% من الأصوات في المؤتمرات الحزبية لعام 2016. وقد جمع 18 مليون دولار في الربع الثاني من 2019، أي أقل بنحو 7 مليون دولار مما جمعه عمدة «ساوث بيند» بولاية انديانا.
يقوم «ساندرز» بتوصيل نفس الرسالة تقريباً، وبنفس النغمة تقريباً الذي شهدتها حملته في 2016. ومن الإنصاف أن نستنتج أن الناخبين قد سئموا من ذلك، أو أنهم يتوقون إلى التغيير، أو أن الرجل الأبيض العجوز الذي يصرخ من أجل الاشتراكية ليس الفائز في الحزب «الديمقراطي» اليوم. في كلتا الحالتين، لا أستطيع التفكير في مرشح في هذا المجال أقل رغبة من «ساندرز» في التكيف مع الظروف المتغيرة. وأجد أنه من غير المرجح أن يفوز، وبصراحة، سأعطي عمدة «ساوث بيند» «بيت بوتيجيج»، الذي ما زال غير معروف لمعظم الناخبين، فرصة أفضل ليتصدر المرشحين الثلاثة أو الأربعة الأوائل.
لقد كان «جو بايدن» يدير حملة في الانتخابات العامة مع قدر أقل من الاتصال بالصحافة وعدد أقل من الفعاليات مقارنة بأي من كبار المرشحين. لقد كان ضعيفا في المناظرات. ولم يساعد وقوفه بجوار شخص آخر سبعيني في المناظرات، فقد كانا يشبهان مخلفات الحزب «الديمقراطي» ما قبل ترامب.
وعلى العكس من «ساندرز»، فإن «بايدن» لديه سياسات يسارية –وسطية قابلة للتطبيق بشأن أمور مثل التغير المناخي والتعليم، ولكن مرة أخرى هذا ما يفعله أي شخص آخر. وهو يشجب السياسة الخارجية الفوضوية للرئيس دونالد ترامب، لكن الآخرين يفعلون ذلك أيضا. وهو يتحدث عن خيار عام للرعاية الصحية، وكذلك الحال مع السيناتورة «آمي كلوبوشار» (ديمقراطية-مينيسوتا)، وغيرها. وهو يتحدث عن استعادة القيم الأميركية وتقديم نموذج يحتذى به للأطفال، لكن الكثير من النساء والناخبين من غير البيض يسمعون نفس التأكيد عن القيم من المرشحين الآخرين، ويرون في النساء وغير البيض نماذج لأدوار تتحدث عن حياتهم وتجاربهم.
إذن ماذا يفعل مرشح معتدل وكفؤ مثل بايدن في مجال يضم العديد من المتنافسين للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي؟ لدينا هنا بعض النصائح المجانية:
1 قم بتنظيم العديد من الفعاليات في عدة أيام من الأسبوع، تستعرض خلالها النشاط والأداء الناجح.
2 لا تتجاهل الصحافة. لماذا لا تفعل مثلما كان يفعل الراحل «جون ماكين»، وتقوم بجولة بحافلة «ستريت توك إكسبريس»، تتحدث خلالها. هل هذه كارثة؟ هناك نظرية تقول إنه عندما يتحدث بايدن كثيرا، لا يبالي أحد بكل زلة على حدة، وعلى أي حال، فإن الصحافة تصبح أكثر تعاطفاً. وعلى هذا النحو، فإن تجنب الصحفيين لن يساعد.
3 اعتمد موضوعاً غير «تخلصوا من ترامب».
4 من مميزات «بايدن» أنه يعرف كيف تعمل الحكومة وكيف يمكن إصلاحها، ومع ذلك، فهو لا يُظهر كيف يمكن أن تؤثر هذه المعرفة على الناخبين. وبإمكانه التعهد أنه في ظل رئاسته، يمكن للحكومة الفيدرالية الالتزام بتعيين 20% من قوتها العاملة في وظائف مهمة (في مجال الاتصالات مثلاً). ويمكن لبايدن أن يعد بتقليل عدد التعيينات السياسية حتى يتم التأكيد على المناصب المهمة والتعهد بعدم إغلاق الحكومة وحدوث أزمات تتعلق بالديون.
ربما لا يكون بايدن هو ما يبحث عنه الناخبون، خاصة الشباب. ومع ذلك، يجب أن يخبرهم من هو –إنه الشخص الوحيد القادر على جعل الحكومة تعمل بكفاءة وإصلاح أضرار السياسة الخارجية لترامب.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»