نشرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في شهر ديسمبر الماضي فيديو وصوراً لبعض الأسلحة التي هرّبتها إيران لميليشيات الحوثي عبر ميناء الحديدة، وتم عرضها في معرض بقاعدة أناكوستيا في العاصمة الأميركية واشنطن، واشتملت على أسلحة وصواريخ إيرانية الصنع وعدداً من الأنظمة العسكرية والبرامج الإيرانية التي تشمل كذلك برامج تدريبية لجماعة الحوثي في تفكيك وتركيب تلك الأسلحة.. لتثبت إيران بذلك انتهاكها السافر لقرارات الأمم المتحدة، ولتبرهن على أوامرها للحوثي بتوجيه تلك الصواريخ الباليستية الإيرانية للمدن والقرى الآهلة بالسكان في المملكة العربية السعودية، وهو أمر يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني ويشكل تحدياً واضحاً وصريحاً للقرارات الأممية وخرقاً لها.
وفي أواخر شهر رمضان الماضي أُقيم معرض في مطار جدة الدولي، يكشف لقادة العالم العربي والإسلامي جرائم الحوثيين بأسلحة الحرس الثوري الإيراني، وقد تم ذلك قبيل انعقاد القمم الثلاث في مكة المكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين، ويعرض معرض «حقائق في دقائق» عدداً من الصواريخ التي استهدفت العمق السعودي، وهي صاروخ باليستي إيراني من نوع «قيام» أُطلق على مكة المكرمة في عام 2016، وصاروخ باليستي إيراني من نوع «قيام» الذي أُطلق على الرياض في 25 مارس 2018، وطائرة بدون طيار إيرانية «أبابيل وقاصف»، وطائرة بدون طيار «راصد»، و«آر بي جي» صناعة إيرانية، ومضاد للدروع إيراني نوع «دهلوي»، وزورق مفخخ مسير عن بعد وهو «تقنية إيرانية حصرية». هذا فضلاً عن قدرات صاروخية استولى عليها الحوثي من مخازن الجيش اليمني في صنعاء، يتراوح مداها بين 300 و500 كيلومتر، وصواريخ من طراز «فاتح» زودته بها ميليشيا «حزب الله». هذا وتعمل ميليشيا الحوثي في الوقت الراهن على امتلاك المزيد من الصواريخ والطائرات المطيرة، صواريخ باليستية وطائرات من دون طيار تمكنهم من استهداف أماكن حيوية داخل السعودية كما صرح العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وفي ظل استهداف ميليشيا الحوثي للملاحة البحرية والتجارة العالمية، تواجه قوات التحالف المشتركة الوكيل الإيراني العابث -الحوثي- بتكتيك عالمن الدقة وتنفيذ يراعي المعايير الأخلاقية والإنسانية الثابتة للتحالف منذ بداية العمليات العسكرية، ويتوافق كلياً مع البروتوكولات الدولية في محاربة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، بدءاً بتحييد وشل القدرات العسكرية للحوثي وإنهاك القدرات البشرية لميليشياته وجذب من تم الزج به في هذه الحرب من صغار السن وطلاب المدارس لتتم بالتالي إعادة تأهيلهم وضمهم للبرنامج الإنساني الذي تشرف عليه وتموله كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
كما نجح التحالف في عدة عمليات عسكرية في جنوب البحر الأحمر وتحرير التجارة في «مضيق باب المندب»، وفي إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي تهدد الملاحة البحرية، وتصدى لمحاولات استهداف ناقلات النفط وضرب التجارة العالمية، كما عملت قواته وطواقمه الإنسانية على التصدي للكوارث البيئية والصحية والاقتصادية الناجمة عن ذلك. وهذه نقطة في غاية الأهمية وتستحق التوقف عندها بطرح وافٍ ومسهب.
واللافت للانتباه، في ظل هذه الحقائق والمعارض التي أقيمت لعرض أسلحة ومتفجرات الحوثي، أنه ما يزال يحاول إقناع الرأي العام ببراعته في الصناعات العسكرية، من صواريخ باليستية وطائرات درونز وزوارق مسيرة، رغم أنه في الواقع لا يستطيع حتى تركيب قطع السلاح المهربة إلا بعد الخضوع لتدريبات مكثفة من خبراء الحرس الثوري الإيراني!
*كاتبة سعودية