نشرت صحيفة «واشنطن بوست» قصة عن اضطرابات أسرة باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي. وانطوت القصة على عنف منزلي ومحاكمة. صحيح أن شاناهان لم يُتهم بارتكاب أعمال عنف، لكن القصة دفعت فيما يبدو إلى صرف النظر عن التفكير في شغل المنصب بشكل دائم.
لدينا هنا إذن قصة واحدة توضح الأسباب التي تجعل الإدارة مكاناً غير مرغوب فيه لمن يريدون أن يكون لهم مستقبل مهني. لكن شاناهان ليس المسؤول الوحيد بالوكالة. فكبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة مايك مولفاني لم يعين بشكل دائم في هذا المنصب. ووزارة الأمن الداخلي يرأسها قائم بأعمال الوزير. وبعد خروج نيكي هيلي من منصب السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة يشغل المنصب سفير بالوكالة.
وقد ظلت مناصب كثيرة ولفترات طويلة يشغلها مسؤولون بالوكالة مثل وزارة العدل ووكالة الحماية البيئية. وفي بعض الحالات ظلت وزرات لمدة 100 يوم أو أكثر دون وزير.
وجاء في تقرير لـ«واشنطن بوست» أن «عدداً من الديمقراطيين أشاروا إلى سلسلة طويلة من الحلقات تم فيها صرف النظر عن مرشحي ترامب في مناصب وزارية ومناصب وكالة الوزارة والقضاء الاتحادي، بعد ظهور معلومات محرجة حولهم».
وتمخض عن ذلك عدم يقين وافتقار إلى التوجيه وتعطل صناعة القرار. فحين وقعت الهجمات على ناقلات النفط في الخليج العربي لم يكن لدينا وزير دفاع دائم يستمد سلطاته من الرئيس ومجلس الشيوخ ويتمتع بكامل السلطة والنفوذ على الجهاز البيروقراطي الهائل. والمشكلة الثانية هي شاناهان كان مديراً في شركة بوينج دون أي خبرة عسكرية أو في السياسة الخارجية قبل أن ينضم لإدارة ترامب عام 2017.
وهناك بالتأكيد مشكلة الافتقار الدائم والمذهل للتدقيق. فلا أحد يكترث بمجرد إجراء فحص مبدئي لخيارات ترامب قبل إعلانها. وهذا يرجع في جانب منه إلى عادة الرئيس في إعلان اختياراته قبل أن يعلم بها فريقه، وفي بعض الحالات دون أن يعرف المرشح نفسه بها.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»