بلاد الرافدين، أيتها الجميلة يا حارسة البوابة الشرقية لوطننا العربي الكبير، ماذا حل بك من دمار وخراب وتهجير وتغييب عقول، وتدليس وتسطيح، تنتهجه قوى معادية لعروبة العراق، وتريده أن يكون ضد أبناء عمومته. لا أحد يريد أن تصبح بلاد الرشيد ودار السلام خراباً يباباً دماراً ومحطاً للغرباء والدخلاء لينعق طائر البوم على جدرانها. العراق بلاد الحضارات، حمورابي ونبوخذ نصر وآشور وسومر والحضر والجنائن المعلقة والحدباء وذي قار والبصرة الفيحاء وسامراء، كانت مصدر إشعاع من النور والأدب والشعر والفن والعلم والمعرفة والبطولة وعنواناً لكل شيء جميل.
بغداد العروبة والمربد والمتنبي والرصافي والسياب ونازك الملائكة والبياتي وعبدالرزاق عبدالواحد ولميعة عباس ورعد بندر وساجدة الموسوي وعلي جعفر العلاق وحميد سعيد.. لا نريدها أن تصبح ساحة للإرهاب والتشدد والتطرف والقتل والإقصاء، نريد للعراق أن يكون محصناً ضد أية نفايات عابرة من خارج الحدود تريد أن تنخر في جسده العربي الطاهر، وأن يكون محصناً ضد أية مساعي لتصدير الطائفية إلينا عبر بعض أبنائه الذين أصبحوا تابعين لتيارات تريد الفتك بالوحدة الوطنية والهوية العربية باسم الطائفية المقيتة والمذهبية.

الطائفية هي التي جعلت البعض في العراق يهدمون التماثيل ويحطمون المجسمات الفنية الراقية التي شيدها أبرع فناني العراق، الطائفية أيضاً هي التي جعلت البعض يسيئ إلى الرموز الوطنية التي جعلت العراق يدّرس ويخرج أكثر من 5000 عالم مرموق شهِدت لهم الجامعات العالمية، ليبهروا العالم ببحوثهم ودراساتهم وعقولهم النيرة، ومن قبلهم حصول العراق على جائزة اليونيسكو العالمية لمحو الأمية بشكل كامل في السبعينات.
بالأمس القريب صفق البعض لمنتظر الزيدي وهو يرمي بوش والمالكي بحذائه رقم 10، وقيل إنه رجل عراقي عربي وطني شجاع حر طليق لا يرتضي الخنوع والمهانة، يريد أن يثأر لوطنه المحتل والمسلوبة إرادته والمهدورة كرامته والمنتهكة سيادته، لنفاجأ به بعد ذلك وهو يطل علينا بلحية كثة ووجه آخر غير الذي رأيناه، ليقذف ويتطاول ويسب مملكة البحرين الشقيقة ورموزها بالشتائم والتهجم بألفاظ بذيئة ومستنكرة، وينعتها بأسلوب طائفي مقيت، بعد أن تغيرت ملامحه بلحية سيده، ليصبح متلوناً مراوغاً ينتهج سياسات تابعة لجهات من خارج الحدود.
* كاتب سعودي