احتلت عناوين الصحف الإسرائيلية، هذا الأسبوع، «ايليت شاكيد» وزيرة العدل السابقة، بأخبار تحركاتها الحزبية، بعد أن تنازل لها زعيمها السابق «نفتالي بينت» عن زعامة حزب «اليمين الجديد»، وبعد أن راح أنصارها يطلبون أن يتنازل لها أيضاً عن مكانه الحاخام «رافي بيرتس» الزعيم الراهن لحزب «البيت اليهودي» واتحاد أحزاب اليمين.
سبب صعود نجم شاكيد، هو أن استطلاعات الرأي كشفت عن أنها الشخصية الأكثر شعبية في أحزاب اليمين المتطرفة، التي تقف على يمين حزب «ليكود»، وتزايدُ عليه في مطالب ضم الضفة الغربية ورفض إقامة دولة فلسطينية.
وقد أوضحت الاستطلاعات، أن شاكيد إذا تزعمت هذه الأحزاب فإن رصيدها من مقاعد الكنيست سيرتفع عن نصيبها الذي تمنحه لها الاستطلاعات بقياداتها الحالية.
هذه الأحزاب، هي حزب «اليمين الجديد» الذي كان يقوده نفتالي بينت، وتحالف أحزاب اتحاد اليمين الذي يقوده الحاخام رافي بيرتس، والمكون من ثلاثة أحزاب هي حزب «البيت اليهودي» وحزب «الاتحاد القومى» وحزب «عوتسماة يهوديت» (أو القوة اليهودية)، الذي يقوده تلاميذ الحاخام العنصري والإرهابي الشهير مئير كاهانا.
لقد اتصلت شاكيد، بعد أن حظيت بزعامة حزب «اليمين الجديد»، بالحاخام بيرتس وقدّمت له عرضاً بالوحدة، شريطة أن تحل محله في زعامة تحالف أحزاب اليمين، وأن تشغل هي أهم الوزارات التي ستخصص للتحالف الجديد، غير أن هذا العرض اصطدم بثلاث عقبات؛ الأولى أن حزب «البيت اليهودي» الذي يرأسه الحاخام المذكور أصبح حزب الصهيونية الدينية، وبالتالي فإن كوادره لا تتقبل زعامة شاكيد المحسوبة على الصهيونية العلمانية، والتي سبق لها أن استقالت من «البيت اليهودي»، هي ونفتالي بينت، وكوّنا معاً حزب «اليمين الجديد» بمناسبة انتخابات أبريل 2019، معلنَين أنهما يريدان جذب جماهير اليمين العلماني، وعدم الانحباس مع الصهاينة المتدينين.
أما العقبة الثانية، فتمثلت في تدخل سارة نتنياهو ضد شاكيد، بعد أن اتصلت بزوجة الحاخام بيرتس، وطلبت منها إقناع زوجها بعدم التنازل لشاكيد، وتقول الصحف الإسرائيلية إن هناك أجواء متوترة بين زوجة نتنياهو وشاكيد، منذ أن كانت شاكيد تدير مكتب نتنياهو كزعيم لحزب «ليكود» وهو في المعارضة عام 2006.
بينما تمثلت العقبة الثالثة، في تمسك أنصار الحاخام بيريتس بأن يظل هو الزعيم والواجهة.
هذا ويبدي المراقبون الإسرائيليون دهشتَهم من ظاهرة نجومية شاكيد، التي تبدو متناقضة مع حقيقة هزيمتها في انتخابات أبريل الماضي، بعد أن فشل حزب «اليمين الجديد» الذي أسسته مع بينت في دخول الكنيست، لأنه لم يجتز نسبة الحسم التي تؤهل أي حزب لدخول الكنيست، وهي ثلاثة وربع في المائة من أصوات الناخبين.
لقد سبق أن تدخل نتنياهو، بمناسبة انتخابات أبريل 2019، ليشجع أحزاب اليمين الصغيرة الثلاثة على التحالف في حزب «اتحاد اليمين»، بعد أن كشفت له استطلاعات الرأي أن معسكر اليمين قد يخسر الأغلبية بسبب تفتت جبهة اليمين، لذلك فالأيام ما زالت حبلى بفرصة شاكيد خصوصاً لو تدخل نتنياهو ليوحد حزب «اليمين الجديد» مع تحالف اتحاد اليمين، ليضمن فوز معسكره بالغالبية التي تمكنه من تشكيل حكومة يمينية جديدة، تبعد عنه شبح حكومة الوحدة الوطنية مع الجنرال جانتس وحزبه «أزرق وأبيض».

*أستاذ الدراسات العبرية -جامعة عين شمس