قام بعض الجمهوريين العقلاء في مجلس الشيوخ، بمن فيهم «بوب كروكر» و«جيف فليك»، وجمهوريون كثيرون في مجلس النواب، بالتنحي طوعياً في عام 2018 بدلاً من مواجهة تحدي إعادة الانتخاب في عهد ترامب. وفي الأسبوعين الماضيين، أعلن ستة جمهوريين آخرين في مجلس النواب تقاعدهم، ليصل المجموع إلى ثمانية.
وكما تشير شبكة «سي إن إن»، فإنه في حين أن معظم مناطق المشرعين المتنحين جمهورية بشكل موثوق، فإن ثلاثاً منها عرضة للخطر، وهي تلك التي تمثلها النائبة سوزان بروكس (إنديانا) وبيت أوسلون (تكساس) وويل هيرد (تكساس).
وليس مصادفة أن يفقد الجمهوريون في عهد ترامب مقاعد في مجلس النواب (أكثر من 40 خلال 2018)، ومناصب حكام (6 في 2018) وأخرى في المجالس التشريعية بالولايات.
وبينما قال هيرد لـ«واشنطن بوست»، وهو الجمهوري الوحيد من أصل أفريقي في الكونغرس، إنه اعترض على تغريدات ترامب «العنصرية»، فإنه يصر على التصويت لصالحه. وهذا هو التغليف المثالي لدى الجمهوريين، إذ يعرفون ترامب، لكنه رجلهم لتولي الرئاسة.
هذا التردد الأخلاقي للجمهوريين المنتخبين، هو ما يجعلهم يدافعون عن ترامب. لذلك فمنذ انتخابه، أشرت إلى أن الحزب الجمهوري الحالي غير قابل للإصلاح.
وفي المناظرة الأخيرة، قال «بيت بوتيجيج»، عمدة ساوث بيند (في إنديانا): إذا كنت تشاهد هذا في الوطن وأنت عضو جمهوري في الكونجرس، فكر في أنه عندما تغرب الشمس عن حياتك المهنية، فالشيء الذي سيُذكر أنك فعلته، في هذه اللحظة ومع هذا الرئيس، أنك وجدت الشجاعة للصمود في وجهه أو الاستمرار في تفضيل الحزب على الوطن».
إن الصراخ في مهب الريح لن يقربنا من حزب جمهوري من دون ترامب. المسار الوحيد بالنسبة للديمقراطيين في هذه المرحلة هو سحق الحزب الجمهوري وجعله يضطر للتخلي عن الترامبية، وتجنيد جيل مختلف تماماً من القادة، ووضع أجندة لا تستند إلى القومية اليمينية. ومساعدة الديمقراطيين على تحقيق هذه الغاية ينبغي أن تكون هدفاً لجميع الأميركيين.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»