ميز عضوا مجلس الشيوخ «إليزابيث وارين» (ديمقراطية –ماساتشوسيتس) و«بيرني ساندرز» (مستقل –فيرمونت) نفسيهما خلال المناظرة الرئاسية لمرشحي الحزب «الديمقراطي» للرئاسة، والتي عُقدت في ديترويت مساء الثلاثاء الماضي، بانسحابهما بعيداً عن الجميع. ويعرف كل من ساندرز ووارين ما يؤمنان به، ويمكنهما التعبير عنه دون تكلف أو تدرُّب على ذلك. وفيما يلي ترتيب المتنافسين من 1 إلى 10 فيما يتعلق بكيفية ظهورهم في أول ليلة من المناظرات التي أجرتها شبكة «سي إن إن» على مدى يومين:
1- السيناتور إليزابيث وارين: القضية الواضحة لديها هي مكافحة احتكار الشركات، وانتقادها لشركات التأمين. وهي ليست دقيقة بشأن أي مشكلة، لكن تصميمها واضح. وهي شخصية مهيمنة ومتيقظة، وتعتبر أفضل مرشحة على الساحة، إذ تبدو قادرة على الاضطلاع بالمنصب.
2- السيناتور بيرني ساندرز: متوافق مع نفسه، وقد اخترق تذكيره للنائب الديمقراطي، تيم ريان، «لقد كتبت مشروع القانون هذا» الضوضاء. وهو في الواقع متحدث جيد، كونه يتمتع بالخبرة، كما أنه أكثر يقظة ذهنية من نائب الرئيس السابق «جو بايدن».
3- بيت بوتيجيج، عمدة ساوث بيند (انديانا): يبرز كموظف جاد للغاية، لكن ليس كرئيس، وربما يصبح عضواً في مجلس الوزراء في الإدارة الديمقراطية القادمة. إن مواقفه مدروسة ومنظمة بعناية. لكن لا شيء في مناظرة الثلاثاء أو خارجها سيجعله مرشحاً بارزاً.
4- السيناتور آمي كلوبوشار (مينيسوتا): لا يمكن أن تأتي في مركز أفضل من المركز الرابع. لقد كانت باستمرار كثيرة المشاكل، وهي لا تفعل شيئاً جيداً، لكنها لا تتعثر. ومع ذلك، فليس لديها نقطة واضحة. لقد كانت بحاجة لقول شيء مهم، لكنها لم تفعل، وليس أمامها فرصة لإثبات نفسها.
5- عضو الكونجرس السابق بيتو أوروك (تكساس): لديه شعور بأننا لم نعد في تكساس. لقد أصبح من المؤلم رؤية سعيه الحثيث للحصول على منصب أعلى. إنه كثير الكلام ومحير وغير دقيق، لذا عليه أن يخرج من الساحة. وهو يبدد حتى فرصته ليصبح نائب وزير في الإدارة الديمقراطية القادمة.
6- 9: رجال بيض متعبون: تعادل بين هؤلاء الثلاثة الذين يحتاجون إلى تحقيق تقدم وترك انطباع، لكنهم فشلوا حتى في القيام بذلك. ومع قيام المرشحين الأكثر أهمية بترك بصماتهم، أصبحت هذه مسابقة أشبه بمسابقة «جمهورية». عضو الكونجرس السابق «جون ديلاني» (ماريلاند)، وهو رجل فظ وشائك. النائب «تيم ريان» (أوهايو) وهو من الرجال البيض الذين لا شيء لديهم لقوله ولا يجيدون التحدث. حاكم كولورادو السابق «جون هيكنلوبر» الذي يبدو كبيروقراطي مرتبك. وهو يدافع عن الإنجاز الذي تحقق حتى الآن في أفغانستان، وهو موقف فريد بالنسبة لديمقراطي. وهناك أيضاً المرشح الذي يشبه توم هانكس بشعره الأسود وهو حاكم مونتانا «ستيف بولوك». ربما يفوز بولوك بين هذه المجموعة ليكون الأكثر شبهاً بـ«الجمهوريين»، لذا فهو لن يكون أبداً مرشح «الديمقراطيين» لمنصب الرئيس. وهو أيضاً رجل أبيض عقلاني، لكنه فاتر. وهو يتحدث بالرمز، ويحاول التحرك إلى اليسار دون أن يشعر بذلك مواطنوه في مونتانا. وهذا يختزله إلى مجرد مجموعة من الكلمات الطنانة والعبارات الغامضة.
10: الكاتبة ماريان ويليامسون: لقد تحدثت كثيراً لكنها لم تقل شيئاً، وحاولت أن تكون مرشحة أكثر تقليدية وخطورة، لكنها تعثرت. ومع ذلك، فموقفها من التعويضات كان مؤثراً ومشجعاً لـ«الجمهوريين» الذين يريدون الترشح ضد التعويضات. لكنها كانت أكثر إثارة للاهتمام كطالبة فضاء هيبية أكثر منها كنسخة مزيفة من هيلاري كلينتون.
ولكي نكون واضحين، فإن معظم الأمور المهمة في الحملة تحدث خارج هذه المناظرات. ورغم أن المناظرات تقدم نقطة ارتكاز للتعليق عليها في وسائل الإعلام، فإنها تفشل بشكل عام في بناء الدعم في الأيام الأولى للحملة، كما تفعل حملات التنظيم.

*مستشار سياسي وخبير في البيت الأبيض خلال عهدي رونالد ريجان وجورج بوش الأب
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»