في إطار التوجه نحو الارتقاء بجودة المخرجات التعليمية، وبناء قاعدة من الكوادر المواطنة المتخصصة في المجالات النوعية الدقيقة، أعلنت وزارة التربية والتعليم، أن عدد الطلبة المبتعثين لهذا العام يبلغ 300 طالب وطالبة، سيلتحقون ببرامج دراسية متميزة في أفضل 200 جامعة في خمسة تخصصات رئيسية، هي: «الهندسة والتكنولوجيا، والطب وعلوم الحياة، والعلوم الطبيعية، والفنون والعلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية والإدارية والقانون». ولا شك في أن البعثات التعليمية تشكل مدخلاً مهماً للارتقاء بمخرجات العملية التعليمية، وجعلها تواكب المتطلبات التنموية والاجتماعية في الدولة، ولهذا تولي وزارة التربية والتعليم العمل على تعظيم الاستفادة منها اهتماماً استثنائياً، سواء من خلال معايير اختيار الطلبة المرشحين لها، أو الجامعات والمعاهد العالمية التي يتم ابتعاث الطلاب إليها، حيث يتم اختيار جامعات وتخصصات مصنفة عالمياً بحسب تصنيف QS العالمي، وذلك بهدف تطوير القطاع التعليمي ليضاهي أرقى المعايير العالمية.
لقد نجحت وزارة التربية والتعليم في تحديث وتطوير سياسة البعثات التعليمية، وباتت تستجيب لبنود الأجندة الوطنية 2021، وهي التي تستهدف تطوير منظومة التعليم والارتقاء بمخرجاتها بما يستجيب لمتطلبات التنمية الشاملة والمستدامة، ويواكب أرقى المعايير العالمية. إن أهمية البعثات التعليمية الخارجية لا تكمن في مواكبة التقدم والتطور في أساليب التعليم في أرقى الجامعات العالمية فحسب، وإنما في ربط هؤلاء الطلبة بسوق العمل في الدولة وحاجات التنمية في المجتمع أيضاً، وخاصة مع اهتمام الدولة ببناء قاعدة من الكوادر المواطنة في التخصصات النوعية الدقيقة، كالطاقة النووية وصناعة الطيران ومجال الفضاء والأقمار الاصطناعية، وغير ذلك من العديد من المجالات التي تمثل الرهان الحقيقي للإمارات في انتقالها إلى مرحلة ما بعد النفط، التي تستهدف بناء اقتصاد يرتكز على المعارف والمهارات العصرية الحديثة.
البعثات التعليمية أصبحت تقوم بدور رئيسي في تعظيم مخرجات العملية التعليمية، وأصبحت تواكب متطلبات سوق العمل في المجالات كافة، ونظرة سريعة إلى قائمة التخصصات التي تركز عليها وزارة التربية والتعليم هذا العام، تؤكد الأهمية المتزايدة لهذه البعثات في تلبية احتياجات الدولة من القوى العاملة المواطنة المؤهلة تأهيلاً علمياً، حيث تشتمل هذه البعثات على مجموعة من التخصصات النوعية والحيوية في مجالات الهندسة والتكنولوجيا، والطب وعلوم الحياة، والعلوم الطبيعية، وهي التي تسهم في بناء قاعدة من الكوادر المواطنة المؤهلة للعمل في القطاعات الحيوية في مختلف مواقع العمل الوطني. إن ما يعظم من أهمية الدور الذي تقوم به البعثات العلمية الخارجية أن هناك اهتماماً من جانب قيادتنا الرشيدة بتطوير هذه البعثات، وتوفير كل المقومات اللازمة لتعظيم الاستفادة منها على مستوى الدولة بوجه عام، وهذا يتجسد بوضوح في منحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للطلبة المتميزين علمياً، التي تهتم باختيار نخبة الطلبة الإماراتيين المتميزين في مسيرتهم الدراسية، وإيفادهم في بعثات دراسية إلى الجامعات العالمية المرموقة من أجل التخصص في شتى المجالات التي تلبي احتياجات التنمية في الدولة ورفدها بكوادر مواطنة ومؤهلة لمواصلة مسيرة البناء والتطوير التي تشهدها الدولة، وبرنامج «منحة الشيخ محمد بن زايد للتعليم العالي»، الذي يقدم الدعم للمتميزين من خريجي وخريجات البكالوريوس في جامعة زايد، ويتيح لهم فرصة مواصلة تعليمهم العالي على مدى سنتين لنيل درجة الماجستير أو ثلاث سنوات لنيل درجة الدكتوراه في جامعات مختارة في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، استناداً إلى مميزاتها الأكاديمية والتخصصات المتاحة ذات العلاقة بالمتطلبات التنموية والاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
إن اهتمام الدولة الاستثنائي بالبعثات التعليمية والعمل على تعظيم الاستفادة منها ينسجم مع «رؤية 2021» و«مئوية 2071»، وهما اللتان تؤكدان محورية دور التعليم والمعرفة والعلوم في بناء أجيال المستقبل التي ستقود مسيرة التنمية في مختلف مواقع العمل الوطني.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.