في عالم سياسي عاقل، يدرك فيه الأميركيون مخاطر الديمقراطية التعددية، لن يمضي المراسلون وكتاب الأعمدة وقتاً في مناقشة «ماريان ويليامسون» كمرشحة جادة، ولن يتحمل الديمقراطيون مناظرة النائب «تولسي جابارد»، ولن يقضي المرشحون 30 دقيقة في مشاحنات حول خطط الرعاية الصحية. وبدلاً من ذلك، ستقدم وسائل الإعلام تغطية كافية لمرشحين عقلاء وذوي خبرة مثل السيناتور الديمقراطي «مايكل بينيت»، والديمقراطية «آمي كلوبوشار».
في ثقافة سياسية جديدة، قبل فترة طويلة من حوادث إطلاق النار الأخيرة، كانت وسائل الإعلام ستضغط على الجمهوريين لمعالجة مواقف الرئيس ترامب العرقية والجهود المبذولة لإثارة الغضب والخوف من اللاجئين. وكان سيُطلب من الجمهوريين التنديد بلغة الكراهية.
وبدلاً من النقاش المحموم مع بعض المرشحين، كان المتنافسون سيطلبون من رابطة مكافحة التشهير عقد مائدة مستديرة مع كبار المرشحين لمناقشة مكافحة القومية البيضاء، وحول أسباب تطرف القوميين البيض، ومسؤولية الشخصيات العامة، وكيفية التعامل مع المواقع السامة على الإنترنت.
وبدلاً من تكرار تأكيد الجمهوريين الروتيني على أن جميع مطلقي النار مصابون بأمراض عقلية، قد تدفعهم وسائل الإعلام للإجابة على التساؤل: لماذا يستشهد مرتكبو القتل الجماعي بمقولات لبعض الساسة والمسؤولين؟
وسيتوقف الديمقراطيون عن الجدل مع مرشح مثل «جوليان كاسترو»، الذي بالكاد يحصل على نسبة في استطلاعات الرأي، بشأن خطة غير ضرورية على الإطلاق لإلغاء تجريم عمليات عبور الحدود غير القانونية.
وربما يلاحظ المرء أنه حتى في بلد يضم أكثر من 320 مليون نسمة، يمكن السماح بنحو 53.000 طلب لجوء، وهو العدد الذي تم قبوله في 2017.
وأخيراً، في عالم خرجت فيه الحرب التجارية عن السيطرة، حيث تواصل روسيا السعي للتدخل في انتخاباتنا، واستأنفت كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية، وقطع ترامب المساعدات عن الدول التي يفر منها اللاجئون.. ربما يتاح لنا أكثر من عشر دقائق لمناقشة السياسة الخارجية في نهاية كل ماراثون للنقاش.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»