دعم الشباب وتمكينهم والدفع بهم نحو قيادة المستقبل هو الطريق الذي تسلكه دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ أن تأسست عام 1971 وإلى الآن، حيث قدّم المؤسس الأول، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كل الوسائل اللازمة من أجل التقدم بهذه الفئة نحو الأمام، وتسهيل الحياة أمامها، وضمان تأمين حقوقها الأساسية والإنسانية، بما يعزز الهوية الوطنية وروح الانتماء لديها، ويجعلها شريكة في بناء الدولة وتطوير نهضتها، بوصفها اللبنة الأولى لتحقيق مستهدفات النمو والتنمية، والوصول إلى مستقبل مستدام من الرفاه والسعادة والاستقرار.
ويأتي «اليوم العالمي للشباب» الذي صادف الاثنين الماضي الـ 12 من أغسطس، على دولة الإمارات وهي تعيش مرحلة تاريخية رائدة ومتميزة، حيث يمتلك الشباب فيها كل الإمكانيات التي تؤهلهم ليكونوا شركاء وفاعلين حقيقيين في مسيرة الدولة المزدهرة، فقد أثبتوا، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة، أنهم القادرون على خوض غمار التحدي، في شتى المجالات، بإنجاز وبراعة، فنهلوا من العلم والمعرفة الكثير، واستطاعوا بفضل قدراتهم المعرفية ومهاراتهم المهنية أن يصلوا إلى قيادة قطاعات متجددة وفريدة، فخاضوا تجاربهم، وأثبتوا نجاحاتهم في قطاعات كالفضاء والتكنولوجيا والطاقة والأعمال والاستثمار، كما أصبحوا نماذج يحتذى بها محلياً وعالمياً في العطاء والانتماء.
وانطلاقاً من أهمية إعداد شباب فاعلين ومؤثرين في مسيرة النمو والتنمية، فإن دولة الإمارات تعمل على دعم التعليم النوعي، الذي يتسم بالجودة ويقوم على التجربة والابتكار، ويؤسس لجيل شاب متعلم ومتسلح بالمعرفة والمهارات والخبرات، ليصبحوا قدوة ونموذجاً في الطموح والتفوق، حيث قال معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، بمناسبة اليوم العالمي للشباب، إن «الخطوات الرائدة التي اتخذتها دولة الإمارات في مجال تمكين الشباب تتمثل من خلال تكليف أصغر وزيرة شابة في العالم لتولي شؤون الشباب، وتولي عدد من الوزراء الشباب مجموعة من الحقائب الوزارية في الحكومة الاتحادية، إضافة إلى إنشاء المجالس المحلية للشباب، وفتح المجال أمامهم للمشاركة في الحياة النيابية من خلال الترشح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، كما أثبت شباب الوطن جدارتهم في تحمّل المسؤولية للدفاع عن الوطن من خلال الالتحاق بالخدمة الوطنية والاحتياطية، مشكلين بذلك قوى إضافية داعمة لقدرات قواتنا المسلحة، متسلحين بأعلى مستويات المهارات العسكرية والقتالية».
وأطلقت الدولة مجموعة من الاستراتيجيات والمبادرات والحملات لترسيخ القيم وحماية الشباب، حيث أعدت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة، استراتيجية وطنية لتمكين الشباب، لتجسير الفجوة بين واقع الشباب ومتطلبات تحقيق استراتيجية الدولة في مختلف المجالات، وبما يعزز مساهماتهم في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة. كما تم إنشاء العديد من المجالس الشبابية التي تمثل تطلعات الشباب وتعمل على تحقيقها، وفق منظومة من الدقة والتنسيق والتركيز على الأولويات، كمجلس الإمارات للشباب، وإنشاء سبعة مجالس محلية للشباب على مستوى الإمارات السبع لتكون صوتاً للشباب على مستوى الدولة، وإطلاق مؤشر رفاهية وتنمية الشباب الذي يعتبر المؤشر الأول من نوعه في المنطقة لقياس احتياجات الشباب وتلبيتها، إضافة إلى إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب للتنسيق مع مجالس الشباب المحلية، حول كلّ ما يتعلق بخطط واستراتيجيات تمكين الشباب، وغيرها من المبادرات والبرامج المتخصصة في دعم هذه الفئة وتمكينها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.
لقد قدمت دولة الإمارات، وبتوجيهات قيادتها الرشيدة، كل الدعم والاهتمام من أجل تمكين الشباب، وضمان مشاركتهم الفاعلة في شتى المجالات، وتعزيز روح القيادة لديهم، والتركيز على قضاياهم المحورية التي تجعل منهم أداة قوية لتحقيق خطط التنمية المستدامة، وفق مبادرات تستشرف المستقبل، تسهم في رسم حياة أفضل للأجيال القادمة، وترسخ من مكانة الدولة في أن تصبح الأفضل على مستوى العالم، انسجاماً مع أهداف «مئوية الإمارات 2071».
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.