منذ أن تسلم حمد بن خليفة مقاليد الحكم في قطر، بعد انقلابه على والده، ومنذ أن اتحد قطبا الفتنة في قطر، أي حمد بن خليفة نفسه وحمد بن جاسم بن جبر، واللذان عرفا بـ«تنظيم الحمدين»، على العبث بأمن الخليج والمنطقة وتقويض أمنها.. منذ ذلك الحين والفتنة تنطلق من الدوحة مهددةً أوطاناً ودولاً بخطابات مختلفة ودسائس متنوعة وأشكال متباينة من المؤمرات والمكائد. وما «الربيع العربي» والتنظيمات الإرهابية، مثل «داعش» و«النصرة»، وقبلهما «القاعدة» التي آوت أعضاءَها الدوحةُ، إلا جانب من مخرجات هذه الفتنة الخبيثة المدعومة بالريال القطري على يدي الحمدين ومن خلال مخططاتهما.
لم تنم الفتنة في منطقتنا منذ 27 يونيو 1995، وهو يوم الانقلاب المعروف في قطر، والذي يطلق عليه البعض «يوم العقوق». والمتابع للأحداث قد يتذكر مواقف حمد بن خليفة حين كان ولياً للعهد قبل خيانته الكبرى لوالده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، أي قبل ذلك التاريخ بسنوات. ففي تصرف معيب وتوقيت حرج، حين كانت قوات صدام تسرح وتمرح في الكويت، وخلال اجتماع قمة دول مجلس التعاون الخليجي في قطر عام 1990، وأثناء مناقشة القادة الاتفاق العسكري على تحرير الكويت، كانت قطر الدولة الخليجية الوحيدة التي سعت لرفض تحرير الكويت، بمحاولتها عرقلة قرار إجماعي من مجلس التعاون يتبنى حرب تحرير الكويت، بعد أن أصر ولي العهد آنذاك، الشيخ حمد بن خليفة، على أنه لا تحرير للكويت إلا بعد إجبار البحرين على التنازل عن الجزر المتنازع عليها مع قطر. وهو الاشتراط الأرعن الذي رفضه القادة رفضاً قاطعاً، مهددين بمغادرة الدوحة ما لم يتراجع ولي عهدها الشيخ حمد!
لم تكن فتنة حمد بن خليفة وليدة توليه دفة القيادة في قطر، ولم تكن التسجيلات التي نشرت على لسانه بعد ذلك بسنوات سوى ترجمة لهذه الفتنة، ومن ذلك تآمره على استهداف أمن المملكة العربية السعودية، واعترافه خلال التسجيلات المذكورة بتقديم الدعم لعناصر سعودية ضالة في لندن وتركيا، وبتغذيته لكل ما من شأنه إثارة القلاقل والاضطرابات في المملكة، الأمر الذي توّجه بعد ذلك بالتآمر لاغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزعزعة أمن المنطقة وتخطيطه لإسقاط أنظمة العديد من دولها.. حتى وصلنا اليوم إلى طريق مسدود مع هذا التنظيم الذي يقوم فيه حمد بن خليفة بإشعال الفتنة ثم ينفخها حمد بن جاسم على طريقته، حتى وهما بعيدان عن المشهد السياسي صورياً.
في التاريخ مجانين ومهوسون بالعظمة، وزعماء مرضى دمروا وأحرقوا وسفكوا الدماء وارتكبوا المجازر وحمامات الدماء، ونحمد الله أن حمد بن خليفة لم يحكم إلا دويلة صغيرة لم تتجاوز مساحتها 11 ألف كم²، وإلا لأشعلها محرقةً وحرباً بسوساً تمتد لمائة عام، كما نحمد الله أن أحلامه بالزعامة لم تتجاوز وسادته الخالية حتى أنهكه المرض وبلغ أرذل عمره!