ضمن جهودها الهادفة إلى الارتقاء بكفاءة المعلمين وتنويع مهاراتهم، بما يتناسب مع التطور الحاصل في المنظومة التعليمية، أوفدت وزارة التربية والتعليم 112 معلماً خلال الصيف الجاري إلى عدد من دول العالم، لبدء دورة جديدة من دورات «برنامج سفراء التعليم»، ضمن مبادرة «سفراؤنا» التي أطلقتها الوزارة.
هذه الدورة التي تستمر لأسبوعين، تستهدف تنمية مهارات المعلمين، وتدريبهم على أحدث الممارسات العالمية في ميادين التعليم التقليدي والرقمي، وابتكار الحلول الذكية للتحديات التعليمية، ونظم تعليم أصحاب التحديات الجسدية، وسبل تطوير مهارات المعلمين، ومنحهم الفرصة للتعرف عن قرب على أدوات التعلم الحديثة، التي تعكف أفضل المؤسسات العالمية على تطويرها. ولعل ما يعزز من أهمية هذه الدورة أيضاً أنها تقام في أبرز الوجهات المتخصصة في شؤون تطوير التعليم وتحديثه وربط عناصره بالتقنية العصرية، وهي المقر الرئيسي لشركة «مايكروسوفت» في العاصمة الأميركية واشنطن، وجامعات نيويورك بالولايات المتحدة وتورنتو الكندية وسنغافورة الوطنية.
«برنامج سفراء التعليم» يعد أحد المبادرات النوعية لوزارة التربية والتعليم، التي تعكس حرصها على تطوير مهارات المعلمين والارتقاء بقدراتهم، باعتبارهم أهم عناصر المعادلة التعليمية، حيث يهدف هذا البرنامج إلى إكساب المعلمين المهارات الضرورية، التي تمكنهم من الإبداع والابتكار في التعليم، وذلك من خلال مشاركتهم في برامج تدريبية تخصصية خارج الدولة، في دول رائدة في المجال التعليمي واطلاعهم على أفضل الطرائق والأساليب التدريسية الابتكارية الحديثة والممارسات التعليمية العالمية المُثلى ومشاركتهم في محاضرات وورش عمل تدريبية وبرامج زيارات ميدانية لأهم الجامعات ومراكز الأبحاث وبيوت الخبرة في دولة الإيفاد، بما يسهم في تمكينهم من تطبيق المعرفة التي اكتسبوها في مدارسهم ونقلها لطلبتهم وتضمينها في أساليبهم التدريسية.
تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً استثنائياً بالمعلمين، باعتبارهم محور العملية التعلمية، والأساس في نجاح أي عملية تطويرية، ولهذا تحرص على توفير البيئة المبدعة التي تمكنهم من أداء رسالتهم التربوية والقيمية على الوجه الأمثل. وفي الوقت الذي تعتز فيه الدولة برسالة المعلمين، وبدورهم المتميز في تنشئة الطلاب تنشئة سليمة، فإنها تحرص على تأهيلهم بشكل مستمر لمواكبة كل ما هو جديد في طرق التدريس الحديثة، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات التي تستهدف تمكينهم وإعدادهم، وفتح المجال أمام ابتكاراتهم وإبداعاتهم، لكي يكونوا قادرين على مواكبة التطورات التقنية، من أجل قيادة المسيرة التعليمية بكفاءة واقتدار، وكي يكونوا نموذجاً متميزاً يقتدي به جميع الطلبة، ويأتي في مقدمة هذه المبادرات برنامج سفراء التعليم، ونظام الابتعاث والتفرّغ الدراسي، وعلّم لأجل الإمارات، والتدريب العام والتخصصي، بالإضافة طبعاً إلى رخصة المعلم، كما تعمل الوزارة في الوقت ذاته على تسهيل عملية التفرغ الدراسي للمعلمين الراغبين في استكمال دراساتهم العليا، من خلال التعاون والاتفاق مع الجامعات المحلية، وذلك ضمن رؤيتها الهادفة إلى بناء قاعدة من المعلمين المواطنين المؤهلين القادرين على الارتقاء بمنظومة التعليم في الدولة، وتعظيم مخرجاتها النوعية كي تواكب متطلبات مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة.
لا يخفى على أحد أن تميز التجارب التعليمية في العديد من الدول المتقدمة يرجع بالأساس إلى المعلم الكفء القادر على التواصل مع الطلاب، وإقامة حوار فعال معهم ينمي لديهم ملكات التفكير الخلاق، ويحفزهم نحو مزيد من الإبداع والابتكار، ولهذا فإن رهان دولة الإمارات على المعلمين يتجاوز ذلك إلى مساهمة المعلمين في إعداد جيل تنافسي قادر على مواجهة تحديات عصر العلم ومجتمع المعرفة، ومتمسك بالقيم والهوية الوطنية، ولأجل هذا تعمل الدولة على الارتقاء بمهارات المعلمين باستمرار، لأنها تعتبرهم الأساس في بناء أجيال المستقبل التي تقود مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وتواكب طموحاتها لتعزيز ريادتها في مجال التنافسية خلال السنوات المقبلة.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية