لابد من اليمن.. ولابد من حب اليمن، هكذا نهج الإمارات. والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قدم يد العون لليمن عندما تعرض للفيضانات عام 1982، وظهر هذا جلياً في تدشين سد مأرب، ومد يد العون لكل القطاعات الخدمية في اليمن. ولم يرض الشيخ زايد أن يسبقه أحد ليخدم هذه البلاد التي يفخر بأنه قادم من عربها وجذورها الضاربة في امتداد التاريخ.
ولم يتوقف العطاء الإماراتي لليمن يوماً حتى بعد رحيل الشيخ زايد، رحمة الله، بل كانت اليمن وجهة لكل المشاريع الخيرية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية في الإمارات، وبعد أن تحرك «التحالف العربي» ضد الانقلاب «الحوثي» المدعوم من إيران، قدمت الإمارات تضحيات بزهرة شبابها لتروي دماؤهم أرض اليمن.
الإمارات ليست بحاجة إلى الزخم الإعلامي لتغطية الأعمال الإغاثية التي قامت بها في كل مدن اليمن، فقد ركزت جهود الدولة على محتوى المساعدة وقوتها وجدواها ونجاحها في انتشال الناس من أوضاع بائسة إلى وضع أفضل صحياً وتعليمياً واقتصادياً. فكم من الأسر اليمنية التي حرصت الإمارات على مد يد العون لها كي تصبح قادرة على مواجهة الظروف القاسية.
مساعدات الإمارات إلى اليمن تمثلت في المدارس التي فتحتها والمراكز الصحية التي أرسلت لها طواقم صحية كاملة لمساعدة المرضى، ناهيك عن دورها الإنساني الذي شمل كافة القطاعات التي تحتاج إلى طاقة بشرية ومادية. وللأسف هناك من يحاولون اختزال دور الإمارات في اليمن، وترويج ادعاءات باطلة، لكن هذا لن يجدي مع الإمارات صاحبة العطاء في أرض اليمن الشقيقة.
هذا العون ليس منّاً على اليمن لكن الإمارات تتحرك انطلاقاً من الواجب الذي يقدمه الأخ إلى أخيه.
الإمارات بيضاء الأيادي، وأهلها محبون لليمن وأهله. ولعل اليمنيين الذين يعيشون على أرض الإمارات أكثر الناس معرفة بحقيقة دور الدولة وعطائها اللامتناهٍ للشقيقة اليمن.
فليس من الإنصاف ألا يُقال عن دولة الإمارات ما قامت وتقوم به، فتلك حقائق غير قابلة للإنكار، فهي صاحبة السبق دوماً عندما ينادي الأخ ويفصح عن أنه في كرب.
بارك الله في جهود الإمارات، وأدام عطاءها، وأجزل لها الأجر والخير وأعطاها فوق ما تتمنى.. فرايتها البيضاء شفيع ودليل منذ البدء إلى ما بعد الغد القادم.
*كاتبة إماراتية