إذا كان المنافسون الرئاسيون «الجمهوريون» يريدون حقا إحداث وقيعة بين الرئيس دونالد ترامب والحزب «الجمهوري»، يتعين عليهم البدء بالسياسة الخارجية. ليست الحرب التجارية مع الصين فقط هي التي أثارت قلق «الجمهوريين» وخوفهم من الركود، لكن سياسته الخارجية بأكملها هي التي تمثل كابوسا بالنسبة لليمين.
أولا، هناك تركيز ترامب على عودة روسيا إلى مجموعة السبع، رغم أنه ما زال يرفض الاعتراف بأن خروج موسكو كان نتيجة لغزو روسيا، واستمرار احتلالها لأوكرانيا. فيما يلي تقرير شبكة تليفزيون «بي. بي. إس» على هذه المناقشة في مؤتمر صحفي أعقب اجتماع الدول السبع:
قال مراسل الشبكة «لماذا تستمر في استخدام التصريح المضلل القائل بأن روسيا تفوقت على الرئيس أوباما دهاءً عندما قالت دول أخرى إن سبب طرد روسيا كان واضحا للغاية وهو لأنها ضمت القرم؟! لماذا تستمر في ترديد ما يراه بعض الناس كذبة واضحة؟!»
ورد ترامب «أعلم أنك تحب الرئيس أوباما، لكن القرم تم ضمها خلال فترة ولايته. وإذا كان هذا حدث خلال ولايتي لقلت آسف، لقد ارتكبت خطأ. الكثير من الناس يقولون إن وجود روسيا، وهي قوة، داخل المجموعة أفضل من وجودها خارجه. وإنني أميل لأن أقول نعم، يجب أن تكون بداخلها».
هذا هراء. وهناك أيضا حبه لكيم جونج أون، الذي لا ينتقده بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المروعة ولا حتى لاستئنافه الاختبارات. إنني على يقين أن أعضاء مجلس الشيوخ اليزابيث وارين (ديمقراطية) وبيرني ساندرز (مستقل) سيكونان أكثر صرامة بشأن كوريا الشمالية.
وهذا يقودنا إلى إيران. ألم يرضِ ترامب المحافظين بالانسحاب من صفقة إيران؟ صحيح، لكن فكرة أن يجلس ترامب مع الإيرانيين كما فعل مع «كيم» يجب أن تثير ذعر «الجمهوريين». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ترامب قوله: «إنه سيكون منفتحا على الاجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وسيكون على استعداد لدعم قروض قصيرة الأجل لجعل طهران تتغلب على صعوباتها المالية الحالية إذا كانت المحادثات مفتوحة».
يجب أن يسيطر القلق على اليمينيين المتشددين بشأن إيران. هل تتذكرون الهيستيريا التي أصابت الجمهوريين عندما تحدث الرئيس أوباما هاتفيا مع الرئيس روحاني، خوفا من أن يكون هذا قد أضفى شرعية على الرئيس الإيراني. تخيلوا شعور المتشددين، بمن فيهم مستشار الأمن القومي جون بولتون إزاء فكرة عقد قمة بين ترامب وروحاني.

*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"