من المستغرب أن المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين لا يخصصون وقتاً كافياً للحديث عن الرئيس ترامب، وهذه فرصة ضائعة تجعلهم منفصلين عن الأحداث اليومية. إنهم يريدون الالتزام بالخط الرئيسي للحزب، والتمسك بخطابه. ومع ذلك، فهذه اللحظة تتطلب الاهتمام بالتركيز المستمر للرئيس على إرضاء نظيره الروسي بوتين، وحربه التجارية التي تأتي بنتائج عكسية. لكن على الديمقراطيين أن يعملوا بشكل أفضل لمنافسة ترامب.
وقد فعل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ «تشاك شومر» (ديمقراطي) ذلك، يوم الثلاثاء الماضي، في بيان مكتوب، قال فيه «إن خطة إدارة ترامب لتحويل الأموال بعيداً عن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (فيما) في بداية موسم الأعاصير لكي تواصل جهودها في فصل وسجن العائلات المهاجرة، هي أمر غير مقبول. وأخذ هذه الأموال الحيوية من جهود الاستعداد للكوارث والتعافي، يهدد الأرواح ويضعف من قدرة الحكومة على مساعدة الأميركيين في أعقاب الكوارث الطبيعية. لقد خصص الكونجرس هذه الأموال لتلبية أولويات الشعب الأميركي وإنني أعارض بقوة هذا الجهد لتقويض سلطتنا الدستورية».
والواقع أن ترامب لا يكرس الموارد لمحاربة الإرهاب القومي للبيض، وهو لا يعالج التغير المناخي الذي ينتج عنه طقس أكثر قسوة عاماً بعد آخر. وهو ليس على استعداد لمواجهة الرابطة الوطنية للبنادق، لذلك لا يتم التصدي لعنف الأسلحة النارية. وهو يرفض الاعتراف بأن حربه التجارية تسبب الضرر للمستهلكين والمزارعين والشركات، لذا بتنا أكثر عرضة للركود.
قد يعتقد المرشحون الديمقراطيون أن الناخبين في الانتخابات العامة لا يولون اهتماماً أو أنهم يريدون سماع الفروق الدقيقة بين الرعاية الطبية للجميع والخيار العام. وفي الواقع، سيكون الوقت مناسباً الآن لجذب انتباههم حيث يركز المزيد من الأميركيين على سياسات ومواقف ترامب.
والعذر الذي تسمعه من المطلعين السياسيين والنقاد هو أن المرشحين لا يرغبون دائماً في الرد على ترامب. لكن الانتخابات برمتها ستكون استفتاءً على ترامب، كما هو الحال دائماً في حملات إعادة الانتخاب. لقد حان الوقت لإصلاح الانطباع بأن الديمقراطيين هم المستقرون والجادون والموثوقون.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»