مع اقتراب موعد التصويت في الانتخابات الإسرائيلية يوم 17 سبتمبر الجاري، تتوالى التقارير الصحفية عن المعارك الظاهرة والخفية الدائرة بين الأحزاب الإسرائيلية والتي يحاول كل منها أن يظفر بأكبر عدد من الأصوات ولو على حساب شركائه في المعسكر نفسه.
ومعروف أن الأحزاب الإسرائيلية تنقسم إلى أربعة معسكرات؛ الأول معسكر الأحزاب اليمينية، والثاني معسكر الأحزاب الدينية الحريدية أي غير المؤمنة بالصهيونية والتي تنتظر الخلاص على يد المسيح المنتظر، والثالث معسكر أحزاب الوسط واليسار، والرابع الأحزاب العربية.
ويضم معسكر اليمين حزب «ليكود» بزعامة نتنياهو، وحزب «عوتسماه يهوديت» (أي «القوة اليهودية») وريث أفكار الحاخام كاهانا الذي سبق للكنيست إدانته بالعنصرية، وهو حالياً تحت قيادة بن جافير، وتحالف «يميناه» (أي «في اتجاه اليمين») بقيادة أيليت شاكيد، وهذا التحالف مكون من ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة هي «البيت اليهودي» الممثل للصهيونية الدينية بقيادة الحاخام رافي بيرتس، و«اليمين الجديد» بقيادة ساكيد نفسها، وهو ممثل المستوطنين العلمانيين، والاتحاد القومي بقيادة بتسليل سموتيرتش وهو قريب من «البيت اليهودي». وأخيراً يوجد في معسكر اليمين حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيجدور ليبرمان وهو الذي تمرد على نتنياهو بعد انتخابات إبريل الماضي وأفشل فرصته في تكوين الحكومة الجديدة عندما رفض التحالف معه فأجبر نتنياهو على إجراء انتخابات جديدة.
أما الأحزاب الدينية الحريدية المتحالفة مع معسكر اليمين حالياً فتضم حزب «شاس» وحزب «يهدوت هتوراة». فيما يضم معسكر الوسط واليسار تحالف «كاحول لافان» (أي «أزرق أبيض») بقيادة الجنرال جانتس، ويتكون من حزب «يش عاتيد» (أي «هناك مستقبل») بقيادة يائير لابيد، وحزب جانتس نفسه «حوسين ليسرائيل» (أي «الحصانة لإسرائيل»)، وأيضاً حزب «تلم تنوعاه لؤوميت مملختيت» (أي «الحركة القومية الرسمية») الذي أسسه وزير الدفاع السابق موشية يعلون، وكذلك يضم التحالف الجنرال جابي إشكنازي نائب رئيس الأركان الأسبق.
وأيضاً يضم معسكر الوسط واليسار «حزب العمل» بقيادة عامير بيرتس والذي كون قائمة مشتركة مع حزب «جيشر» وهو حزب ذو مطالب اجتماعية، كذلك يضم المعسكر حزب رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك «إسرائيل ديمقراطية» والذي كوّن قائمة مشتركة مع حزب «ميرتس» اليساري. أما الأحزاب العربية فقد اتحدت في «القائمة المشتركة».
وطبقاً للتقارير، فإن الصراع الرئيسي هو بين «ليكود» و«أزرق أبيض»، وأيضاً داخل معسكري اليمين والوسط؛ ذلك أن حزب «ليكود» وضع خطة تقوم على أن يسطو على أصوات المؤيدين للأحزاب اليمينية الصغيرة.. وبالمثل فإن تحالف «يميناه» بقيادة شاكيد رغم تأييده لنتنياهو بوصفه مرشح المعسكر لرئاسة الحكومة، فإنه يوحي للناخبين بأن التصويت لتحالف «يميناه» يعني التصويت لليمين الحقيقي.
أما ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» فيركز هذه المرة على أن المطلوب هو حكومة وحدة وطنية بين «ليكود» و«كاحول لافان» و«إسرائيل بيتنا»، وهي دعوة تعني التخلص من نتنياهو كرئيس لـ«ليكود» وللحكومة الجديدة.
أما داخل معسكر اليسار والوسط، فإن جانتس وكاحول لافان فيركزان على خطف أصوات من «حزب العمل» وحزب «إسرائيل ديمقراطية» المتحالف مع «ميرتس»، بدون أن يؤدي هذا إلى استبعادهما من الكنيست.
وسيبقى السؤال الحاسم مفتوحاً لحين ظهور النتائج الرسمية، وهو من فرعين، الأول: مَن هو الحزب الذي سيفوز بالأغلبية؟ والثاني: أي من المعسكرين سيحصل على أغلبية 61 مقعداً ليمكنه تشكيل الحكومة الجديدة؟