لسنوات عديدة، كان العاملون في الحقل السياسي يفكرون في العمل على التغير المناخي بالطريقة التي يفكرون فيها بشأن قضايا مثل إصلاح تمويل الحملات، معظم الناخبين سيقولون إنه شيء يفضلونه إذا سألتهم، لكنه ليس على قمة قائمة الأولويات سوى لعدد قليل منهم. وهذا يعني أنك إذا ترشحت لمنصب، واستطعت الفوز به، ثم لم تفعل شيئاً حيال مسؤولياتك في المنصب، فلن تجد أي عقاب على التقصير في مسؤولياتك.
ربما كان هذا صحيحاً في وقت ما، لكن مع اقتراب الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي، لم يعد الأمر كذلك.
في مساء الأربعاء المقبل ستستضيف شبكة «سي إن إن» اجتماعاً مدته سبع ساعات، يضم 10 مرشحين. وقبل تنظيم هذا الحدث، قام بعض هؤلاء الذين لم يكشفوا بعد عن خططهم بشأن المناخ بالكشف عنها، أو بتحديث خططهم القديمة، وفي الأيام القليلة الماضية، وصلت خطط جديدة من اليزابيث وارين، وكامالا هاريس وكوري بوكر وآمي كلوباشار وجوليان كاسترو.
وبالاطلاع على ما يقترحونه، ربما تقول إنهم يسارعون لتقديم شيء ما حتى وإن لم يكونوا نشطين في هذه القضية من قبل. وهناك سباق للتفوق في ذلك. أنت تريد إنفاق 2 تريليون دولار؟ أنا سأنفق 3 تريليونات دولار (رغم أنه لا أحد سيفوق بيرني ساندرز الذي قال إنه سينفق 16 تريليون دولار).
لكن نظراً لأن الناخبين يحكمون على المرشحين بأفكارهم، من المهم ألا يشعروا بالقلق الشديد بشأن الشخص الذي يهتم أكثر بتغير المناخ. إنه ليس سؤالا غير ذي صلة تماماً، لكن النظام يعمل بطريقة تدفع جميع المرشحين في نفس الاتجاه، وتجعل من المستحيل بالنسبة للشخص الذي سيفوز أن يتراجع عما وعد به.
دعونا نلقي نظرة سريعة على ما يقترحونه. قد تختلف التفاصيل ودرجة التركيز، لكنها كلها تتضمن بعض الأشياء المشتركة:
- الانضمام مجدداً إلى اتفاق باريس للمناخ وجعل الولايات المتحدة رائدة في مكافحة تغير المناخ.
- القيام باستثمارات كبيرة في أبحاث الطاقة النظيفة وخلق وظائف خضراء.
- الإنفاق على هذه الاستثمارات من الضرائب المفروضة على الأثرياء والمتسببين في تلوث البيئة.
- المطالبة بضوابط أكثر صرامة على التلوث والابتعاد عن الوقود الأحفوري.
- القضاء على الانبعاثات لتصل إلى صفر في غضون عقود قليلة.
- التأكيد على العدالة البيئية حتى لا تتحمل المجتمعات ذات الدخل المنخفض والأقليات المجتمعية وطأة التلوث.
- مساعدة هؤلاء الذين يعملون الآن في صناعة الوقود الأحفوري والمجتمعات التي يعيشون فيها على الانتقال إلى اقتصاد أخضر جديد.
هذا هو البرنامج الأساسي الذي ستتقبله مع مرشح «ديمقراطي» في البيت الأبيض والكونجرس الديمقراطي. وخلافاً لبعض القضايا، فإن الاختلافات بين المرشحين فيما يريدون القيام به ليست كلها أساسية.
وإذا كانت تلك هي القضية الأكثر أهمية بالنسبة لك، فربما تشعر بخيبة أمل لأن حاكم واشنطن «جاي إنسلي» قد انسحب من السباق، إذ كان لديه المخطط الأكثر شمولا بشأن المناخ، وقال إنه سيكون القوة الدافعة لرئاسته. لكننا توصلنا إلى نقطة تقارب تقريباً وبعدها سيكون تقاعس الرئيس الديمقراطي مستحيلا.
في الحملات الرئاسية نقضي الكثير من الوقت في التساؤل بشأن المرشحين الذين يستحقون الانتخاب، وكما رأينا في الشاغل الحالي للبيت الأبيض، فإن شخصية الرئيس يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً. لكن هناك وسائل تحدد بها القوى المؤسسية ما يفعله الرئيس، أياً كان.
ويعد الجدل حول الرعاية الصحية مثالا جيداً على كيفية عمل ذلك. ففي عام 2008، كانت المرشحة «الديمقراطية» هيلاري كلينتون هي أكثر من فكّر في الرعاية الصحية وعمل عليها لفترة طويلة. لكن ناخبي الحزب طالبوا باتخاذ إجراء، وكانت الخطط التي قدمها المرشحون متشابهة للغاية، ما يعكس إجماعاً تطور داخل الحزب حول الطريقة الأفضل في هذا الملف. لذلك عندما تولى باراك أوباما منصبه، انتهى به الأمر تقريباً إلى ما كانت ستفعله هيلاري حال فوزها.
نفس الأمر ينطبق على الرئيس القادم، إذا كان ديمقراطياً. هناك إجماع داخل الحزب على الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ والخطوط العريضة الأساسية لكيفية معالجة الأمر.
وهذا يعني أنه إذا فاز «ديمقراطي» بالرئاسة عام 2020، سيتم تقديم تشريع حول المناخ في 2021. لقد تم بالفعل تقديم الالتزامات، ومن يدري، ربما يكون هذا الرئيس قادراً على الاقتراب أكثر من تجنب كارثة عالمية.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»