كلما تحدث هزة أو تمر أزمة أو تهب رياح عاصفة صفراء على منطقتنا تقوى شكيمة العزيمة ويزداد الإصرار على المضي قدماً، ويقوى عضد الأخوة الأشقاء، ويظهر ذلك بوضوح في العلاقة القوية والمتينة والاستثنائية الثابتة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. هذا التناغم والانسجام في جميع المواقف والأهداف والرؤى، يزيد هذه العلاقة الرزينة والمتناغمة قوة وصلابة وثباتاً لا يتزحزح أمام عاديات الزمن ونعيق الغربان. وهذه العلاقة ترجم حالتها الإيجابية والصحيحة والواضحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك أثناء افتتاح حديقة «شهداء حرس الرئاسة» في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بحضور كوكبة من القادة والعسكريين الأبطال البواسل، حيث أكد سموه على متانة وصلابة وقوة واستمرار استراتيجية العلاقة الأخوية بين البلدين الجاريين الشقيقين المملكة والإمارات، التي تربطها أُخوة الدين والدم واللغة والنسيج الاجتماعي الواحد، بقوله «إننا والسعودية في خندق واحد أمام كل التحديات والصعاب والأعداء، وهذا موقنا الدائم والثابت الذي لا يتغير أبداً».
وأشاد سموه ببسالة وبطولة أبناء الإمارات الغيارى، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إعلاء راية الحق وسمعة الوطن عاليا.
وبهذه الكلمات المؤثرة والمهمة الصادقة، فقد لجم وأخرس سموه كل المشككين والمتربصين والمترددين، بل والمتخاذلين الذين يشككون في متانة وقوة العلاقة بين السعودية والإمارات التي بنيت على أساس قوي ولا تشوبها شائبة. وهذه العلاقة التي يغبطنا عليها الصديق، ويحسدنا عليها الأعداء، يحاول الطابور الخامس من المرتجفين، المساس بها من خلال بعض التصريحات والتغريدات السلبية وأدوات التواصل الاجتماعي مغردين خارج السرب، وبنوا عليها أكاذيبهم وأوهامهم المريضة، خاصة حول الأوضاع في اليمن، هذا البلد العربي الشقيق الذي ابتلي بالطائفية المقيتة والمذهبية البغيضة بسبب الميليشيات «الحوثية» العميلة لإيران التي أسقطت الشرعية واغتصبت البلاد وهجّرت العباد، وهذا حلم الخائبين الذين يريدون إطالة المعركة، أو تشرذم الصفوف في ميدان التحالف العربي ضد الأعداء والخصوم.
ولكن كلمات سموه المدوية والواضحة وضوح الشمس، والتي لا تقبل اللبس أبداً، أخرست وأسكتت وأبطلت النوايا السيئة للحاقدين والحاسدين والأشرار، والمرضى الذين يتصيدون في المياه العكرة، وهؤلاء لديهم مآربهم الخربة وأحلامهم المريضة، ونواياهم السيئة الشريرة الخراب والدمار والعبث بالأوطان، يتمنون أن يكون هناك شرخ في حاجز الصد القوي الثابت الراسخ، رسوخ جبل طويق وشموخ جبل حفيت، وهذا الاتفاق والعهد والوئام، الذي بني على أساس تفاهم وتشاور استراتيجي أخوي لهدف واحد ومصير مشترك ومستقبل آمن، وهو صخرة الجلمود القوية الصماء، التي تتحطم عليها رؤوس الأقذام وقرون الأفاعي، ودهاليز الأشرار وآفة الإرهاب البغيضة، التي فتكت بالأوطان وشردت الشعوب، وهذا الطود القوي الشامخ، تنحني أمامه وتتكسر الخناجر السامة التي تغدر بالأشقاء وتطعن الأصدقاء من الخلف من دون وازع ديني أوضمير حي.
فطوبى لهذه العلاقة الأخوية الثنائية المثالية بين الأشقاء، فقد اختلط في هذه المعركة العادلة الرامية لإنقاذ اليمن، الدم السعودي والإماراتي، لتنتج لنا هذه الدماء الطاهرة الزكية والعزيزة، خلطة سرية نقية كنقاء الثوب الأبيض، وقوية وصلبة، لا يدركها الطامعون والخونة والعملاء واللصوص، وتجار الحروب المتربصون خلف قضبان الإرهاب الأعمى!