أعتقد لأول مرة في تاريخ إسرائيل تفتح على نفسها أربع جبهات في آن معاً، وهذا ما يفسره البعض من الناحية السياسية بالوضع الانتخابي لنتنياهو.
أما من الناحية العسكرية فإن إسرائيل مخطئة إذا ظنت بأنها ستنتصر بامتداد أضلاعها الأربعة، لأن كل المعارك البشرية حسمت برياً على الأرض إلا معركة القنبلة الذرية التي أركعت اليابان لأميركا حتى يومنا هذا.
لقد اعتدت إسرائيل في ظرف يوم على غزة وسوريا والعراق ولبنان، بالصواريخ والطائرات المسيرة «الدرونز» وغيرها من وسائل القوة الجبارة لإخضاع هذه الدول كما فعلت اليابان مع أميركا وهي العظمى، فكيف بإسرائيل وهي الصغرى؟!
فلسطين لا شرقية ولا غربية بل عالمية، ولبنان بأناقتها الحضارية وسوريا الباسلة، وعراق العراقة لم يركعوا يوما لأحد، حتى يفعلوا ذلك اليوم بالجملة أو بالمفرق لإسرائيل والميدان على الأرض هو الفيصل.
والضربة الإسرائيلية على أجواء لبنان أرادها نتنياهو ورقة لصالحه في الانتخابات التي تشهدها دولة الاحتلال خلال هذا الشهر، لكنها قد تؤدي وظيفة أخرى تجعله يخسرها لصالح خصومه، خاصة إذا كان رد الميليشيات موجعاً، حيث يتوقع أن يشكل ذلك ارتداداً لخطط نتنياهو للفوز في المعركة التي يريدها نصراً فيحصدها خسارة.
هذا ويعزز جهاد الخازن هذا المحمل في مقاله بصحيفة «الحياة» مسطرا ومشيرا إلى أن انتخابات الكنيست الإسرائيلي المقبلة في 17 سبتمبر، والمنافسة هي بين «ليكود» برئاسة نتنياهو وحزب «أزرق أبيض» برئاسة رئيس الأركان السابق «بيني غانتز». وأشار إلى أن إسرائيل تحاول أن تبدو «إنسانية» في عملها هذا لتشجيع قبول عرض السلام الذي حمله «كوشنر» إلى المنطقة.. هذا كلام، والفلسطينيون لن يقبلوا عرضه مهما كانت الضغوط الأميركية.
أما أميركا ترامب، فلا زالت تغرد خارج سرب السلام، وهي التي زعمت ذلك لعقود مضت ولن تعود لأن المتغيرات لحقت بأميركا وبغيرها من الدول التي كانت تبادر بالتنديد فاليوم يفعل البعض للترويج وليس لما هو سديد. فلننصت جيداً لما ذكره نائب ترامب عن تخبطات وعشوائية إسرائيل في ضرباتها للبلدان العربية الأربعة.
يقول بنس، عبر حسابه بـ«تويتر»: أجريت محادثة رائعة مع نتنياهو هذا في 25 أغسطس الماضي. الولايات المتحدة تؤيد بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات الوشيكة. وتحت رئاسة ترامب، ستقف أميركا دائمًا إلى جانب إسرائيل!
فالمبرر لدى إسرائيل أزلي رغم أنها تدرك تماما بأنها دولة ليست أزلية بشهادة اليهود أنفسهم في كتاب «دولة إسرائيل زائلة».
عبدالرحمن الراشد في «الشرق الأوسط» يشير إلى أنه في 24 ساعة، شنت إسرائيل هجمات على 3 دول، من عقربا جنوب دمشق، ومدينة القائم الحدودية العراقية مع سوريا، وكذلك الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية.
مشيرا أيضا إلى أن الهجمات ليست من الضخامة كي تهزم إيران وميليشياتها المسلحة في المنطقة، لكنها تلعب دوراً عسكرياً، وكذلك دوراً نفسياً هائلاً ضد إيران وحلفائها، وتحرجها أمام جماهيرها في المنطقة وداخل إيران.
كل إسرائيل تشن حرباً على الكل والرد ممنوع على الكل.. هكذا يقول وزير الخارجية الإسرائيلي، ويضيف: «من يريد منع نشوب حرب شاملة مع إيران عليه أن يظهر قوته للنظام الإيراني، ولولا العمليات التي استهدف فيها الجيش الإسرائيلي إيران لكانت طهران جاهزة لهذه الحرب.
- لم نعلن مسؤوليتنا عن العمليات التي وقعت في العراق لكن إسرائيل تعمل في كل مكان لضرب القدرات والمؤامرات الإيرانية
- هناك معركة مع إيران التي تعمل مباشرة في سوريا».
ويضيف نتنياهو بـ«تويتر».. «أؤكد أننا لن نقبل بشن هجمات على إسرائيل من أي دولة في هذه المنطقة، مهما كانت. وكل دولة ستسمح باستخدام أراضيها لشن هجمات على إسرائيل ستتحمل النتائج وأشدد على أن الدولة ستتحمل النتائج».
فرئيس وزراء إسرائيل يعالج الأمور بالموافقة على إقامة 300 وحدة استيطانية في«دولب» غربي رام الله بزعم الرد على مقتل مستوطن في هجوم الجمعة قبل الماضية. نتنياهو يريد سماءً عربية مفتوحة له، ومباحة وأرض مستباحة، وحتى لو تضرر من جراء ذلك أحد فلا يريد سماع صوته.