نتنياهو أول رئيس وزراء في العالم غير طبيعي وهو يسعى لجعل غرس إسرائيل في الشرق الأوسط الجديد وفقاً لـ«بيريز» طبيعياً كيف؟
منذ أيام أعلن «نتنياهو» عن برنامجه الانتخابي الذي يضمن من خلاله كسب أصوات اليمين المتطرف في إسرائيل ليفوز بدورة الحكم الخامسة وهو استثناء لم يقع في كل تاريخ إسرائيل.
فلنلق نظرة فاحصة على برنامج نتنياهو الانتخابي ثم ننظر بما يرجع المحتلون من خلال أبرز ما جاء في مؤتمره الصحفي:
- إذا أصبحت رئيساً للوزراء بعد الانتخابات المقبلة، فلن أُخلي أي مستوطنة في الضفة الغربية.
- سنفرض السيادة الإسرائيلية على كل المستوطنات والمناطق الاستراتيجية بالاتفاق مع واشنطن.
- سأفرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت بمجرد إعلان الحكومة المقبلة.
- غور الأردن سيكون تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد.
- مناطق غور الأردن وشمال البحر الميت وهضبة الجولان هي الحزام الأمني المهم لنا في الشرق الأوسط
- الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يكون في كل مناطق غور الأردن.
هل مرّ عليكم برنامج انتخابي ملغم كالمعروض أمامكم، ما مصلحة إسرائيل من خلط الأوراق الفلسطينية والأردنية والسورية جملة واحدة؟!
إذا كان في سماء هذه الدول حمامة سلام تحلق في الأجواء ففي أي قاعدة تهبط، فهل يا ترى ستهبط بسلام؟!
دعوني أحلق بكم قليلا بين سطور رواية «رأيت رام الله» لتقريب صورة الاحتلال الإسرائيلي كما يراها الفلسطينيون أنفسهم لأنهم لا زالوا في حالة الاكتواء به. «نجحت إسرائيل في نزع القداسة عن قضية فلسطين، لتتحول، كما هي الآن، إلى مجرد إجراءات وجداول زمنية «لا يحترمها عادة إلا الطرف الأضعف في الصراع».(مريد البرغوثي/ 2017 -ص 74). ويضيف قائلاً «لكن أسئلة عن جريمة الاحتلال هي التي جعلتني أفكر في مدى الإعاقة التي يمارسها الإسرائيليون. كنت دائماً من المقتنعين بأن من مصلحة الاحتلال، أي احتلال أن يتحول الوطن في ذاكرة سكانه الأصليين إلى باقة من الرموز. إلى مجرد رموز» ص83.
يبدو نتنياهو فرِحاً ومتباهياً بإمكانية خلط الأوراق من أجل ضمان فترة أخرى يترأس فيها الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أوهامه الانتخابية، ولكن ردود الأفعال العربية خيبت مسعاه وحطمت أحلامه من الوهلة الأولى، حيث أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية عن اتصال هاتفي مطول، جرى بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد خلاله الملك سلمان أن الإعلان الإسرائيلي بضم الأراضي الفلسطينية باطل ولاغ. كما أن هناك بياناً سعودياً مهماً أكد أن ذلك يمثل خرقا وانتهاكا للقانون الدولي، وأن أية محاولة لفرض الأمر الواقع على حساب الشعب الفلسطيني ستكون مرفوضة.
أما الأردن صاحب الموقف الرصين تجاه القضية الفلسطينية، فإن رد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على تصريحات نتنياهو بضم منطقة غور الأردن إلى إسرائيل في حالة فوزه في الانتخابات، جاء قاطعاً حيث قال «إن هذا تصعيد جدي وخطير، وإن طُبق فإنه سيقلل من شأن الأسس التي قامت عليها عملية السلام منذ عام 1991، وحل الدولتين الذي سعى له المجتمع الدولي منذ سنوات لن تتسنى أمامه فرصة التحقق، وسيظهر العنف للتعبير عن الإحباط ما سيترتب عليه تداعيات تتجاوز حدود الأراضي الفلسطينية».
هذا وقد عززت الإمارات هذا الركب فقد عبَّرت بكل قوة عن استنكارها الشديد ورفضها القاطع لما أعلنه نتنياهو عن ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل في حال فوزه بالانتخابات. وليس العرب وحدهم في مضمار الرفض فقد عبرت أوروبا كلها عن موقفها من تصريحات نتنياهو، لقد اعتبر الاتحاد الأوروبي إعلان نتنياهو عن عزمه ضم أراض جديدة تقويضا لفرص السلام.