المملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى، وهي الدولة الحاضنة لدول الخليج دون استثناء، وعندما تحتفل بيومها الوطني، فإننا نحتفل معها بوجودها ومكانتها وعمق تاريخها، وجغرافيتها التي أثرَت المنطقة، خاصةً أنها حاضنة لبيت الله الحرام.
تمر السعودية هذه الفترة بمنعطف خطير، يتمثل في استهدافها بالعدوان، حيث تواجه دولاً معتدية كإيران، وهذه الأخيرة لا تدخر جهداً في ضرب استقرار المنطقة عامة والسعودية خاصة، وعبثاً تحاول إيران الضغط على الولايات المتحدة، باعتبارها الحليف الأكبر للسعودية ودول المنطقة، حتى تخفف من تبعات الضغط الاقتصادي، التي فرضته الولايات المتحدة على إيران، بسبب استمرارها في دعم التنظيمات الإرهابية، ومضيها في توتير المنطقة عبر أذرعها التخريبية.
ويبدو أن طهران لن تنصاع بسهولة، وهي ربما تعتبر أجواء التصعيد في المنطقة فرصة، من خلالها تُلهي الحكومة الإيرانية شعبها عن مطالباته بتعديل أوضاعه، بعد انهيار الوضع الاقتصادي في إيران، ولعل مأزقها يكمن في أنها تبحث دون جدوى عن طريقة للضغط على الولايات المتحدة.
غاب عن إيران، إدراك حجم المملكة الاستراتيجي، وموقعها المهم في منطقة تعتبر الرافد الأول للطاقة في العالم بجهاته الأربع. ناهيك عن كون المملكة لاعباً أساسياً في النظام العالمي، وقوة استقرار وتنمية، قادرة على بناء شبكة علاقات تسير بها نحو الأمن والسلام.
اليوم الوطني السعودي هذا العام، يأتي في خضم مناوشات تشعلها إيران، تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، ومحاولة الزج بها حرب لن يخرج منها أي طرف منتصراً، لذلك كانت المملكة كعادتها أكتر عقلانية وتروي، في معالجتها لمثل هذا الجنون الذي تمارسه إيران.
كل يوم وطني والمملكة العربية السعودية أكثر أمناً وسلاماً وازدهاراً وأكثر رخاء، فهي قوة استقرار ونماء للمنطقة والإقليم والإسلام والمسلمين. فالسعودية لا ترهبها إيران، والمملكة لديها من الفطنة ما يجعلها قادرة على احتواء أي أزمة بأقل ضرر، وهي قادرة على تأديب أي مارق نسي مواثيق الجيرة والأخوة في الدين.
*كاتبة إماراتية