سألقي الضوء على إيران وهي بين يدي «الأميركان» والمطلوب رقم واحد لدى «الكاوبوي» وذلك أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقبل البدء سأعيد شريط الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج أربعة أشهر للخلف لكي ننشط الذاكرة القريبة جداً وعلى وجه التحديد في 24/ 5/ 2019 حسب صحيفة «نيويورك تايمز»، التي لا يحبها ترامب لأنه يعتبرها من «الصحف الكاذبة».
قرار ترامب نشر حوالي 1500 جندي أميركي إضافي في الشرق الأوسط لتوفير الحماية لأعضاء الخدمة الأميركية الموجودين هناك بالفعل، كما قال المسؤولون إن  هذه القوات ستكون هندسية ودفاعية إلى حد كبير.
وقد يؤدي إرسال عدد قليل نسبياً من القوات لتقليل بعض مخاوف الكونجرس الأميركي، حيث تحدى المشرعون المشككون ومعظمهم من «الديمقراطيين» مسؤولي الإدارة بشأن ما إذا كانت التوترات الأخيرة مع إيران قد نجمت عن طهران أو واشنطن. أميركا بدت كما لو أنها محتارة، أو لا تعرف المصدر الحقيقي للتوترات، فلم تدرك حتى الساعة- و«روحاني» يلقي خطابه في عقر دارها -من الفاعل لما جرى في المنطقة بالأمس القريب، وما زالت حرارة الأحداث المتهم فيها الإرهاب الإيراني لم تبرد بعد !
قبل أيام من اجتماعات الجمعية العمومية، انشغل الرأي العام العالمي بتأشيرة رئيس الدولة الأولى الراعية للإرهاب، ولكن «روحاني» لدى أميركا شخص مختلف لأنه لم يصل تأثير الإرهاب الإيراني إلى دار ترامب، وكان هناك قلق سياسي خشية أن لا تتم الموافقة على التأشيرة.
الإجابة في التأشيرة التي لم تتأثر بالأزمة التي تعبث بها إيران في المنطقة، فالمتحدث باسم بعثة إيران بالأمم المتحدة ذكر بأن واشنطن أصدرت تأشيرتي دخول للرئيس «روحاني» ووزير الخارجية «ظريف» لحضور اجتماعات الأمم المتحدة.
بالمقابل فلندقق في تعامل أميركا مع روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن عندما أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن السلطات الأميركية لم تمنح تأشيرات الدخول لعدد من أعضاء الوفد الروسي للمشاركة في عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضافت أن «تجاهل حقوق الدول ذات السيادة والمنظمات الدولية، وعجز الولايات المتحدة عن تنفيذ التزاماتها القانونية الدولية سيصبحان موضوعين رئيسين لمباحثات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في نيويورك».
ومن يدقق في الكلمات التي صدرت أثناء جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من إيران والأميركيين، لا يصل إلى نتيجة واضحة بين واشنطن وطهران، حيث يخرج المرء بانطباع فيه تبادل للأدوار كأي مسرحية هزلية إلا أنها سياسية.
ويمكن رصد التحول في الخطاب الإيراني من لعن وشتم «الشيطان الأكبر» إلى كلمة روحاني في افتتاح الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضمنت عبارات منها:
- العقوبات الأميركية أثرت على اقتصاد البلاد - دول المنطقة هي القادرة على الحفاظ على أمن واستقرار الخليج- رُدنا على إجراء مفاوضات، مع واشنطن تحت الضغط هو «كلا»، يدعو دول الخليج إلى ما أسماه «تحالف الأمل» للارتقاء بالسلام والاستقرار في المنطقة، الشرق الأوسط يحترق بـ «نيران النزاعات». أما خطاب بومبيو المسالم يقول فيه: حلفاؤنا الأوروبيون اتخذوا موقفًا إيجابيًا ضد إيران بعد الهجوم على منشآت أرامكو بالسعودية، نسعى لتسوية سلمية مع إيران، لكن الخيار لا يزال بيد طهران، لا يمكن لإيران الحصول على سلاح نووي أبداً.
ويضيف وزير الخزانة الأميركي: الأوروبيون أكدوا لنا أنهم لن يتخذوا موقفًا رادعًا ضد إيران إلا بموافقتنا.
مسك الختام لدى الحكومة الإيرانية: مستعدون لتقديم تطمينات وقبول تغييرات على الاتفاق النووي إن عادت الولايات المتحدة له ورفعت العقوبات. ترى أين تكمن حقيقة عداء واشنطن لطهران الراعي الأكبر للإهاب؟!