لا يتوقف النائب العام الأميركي وليام بار في محاولته نقض استنتاجات الاستخبارات الأميركية، والتي تعتقد أن روسيا تدخلت في انتخاباتنا. ويعتقد الرئيس ترامب أن دعوته لطلب مساعدة أجنبية من أوكرانيا «مثالية». ووزير الخارجية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق مايك بومبيو يعتقد أن هذا ما يفعله الحلفاء. والإدارة عموماً تدعو الآن دولاً أجنبية للتدخل في انتخاباتنا. وهذا ما يبين الحاجة إلى مساءلة بار وبومبيو، إن تأكد تأييدهما لمخططات اختراق انتخاباتنا.
ومع الأخذ في الاعتبار مدى اللامعقولية في الاتهامات الموجهة للديمقراطيين، فلا غرابة أن يحرص معظم المدافعين الجمهوريين على تغيير الموضوع، بإلقاء الاتهامات على نائب الرئيس السابق جو بايدن، وتشتيت الانتباه بعيداً عن الورطة التي تهدد بإسقاط ترامب وحزبه.
أعتقد أننا سنوفر وقتاً كثيراً، إذا استخدم القائمون بالمقابلات اختصارات للحجج والأعذار العبثية، مثل أن يقول القائم بالمقابلة: لا يا سيادة السناتور، هذا العذر رقم 3، دعنا نترك هذا.
وإليكم قائمة بالأعذار الضعيفة:
الرئيس كان يمزح.. هذا ما قاله السناتور الجمهوري ماركو روبيو والنائب الجمهوري جيم جوردان، حول تعليقاته بشأن دعوة «الصين» للتنقيب عن مخالفات في سجل نائب الرئيس السابق. والمشكلة في هذا العذر أن نبرته لم تكن مازحة وكان يتكلم عن أوكرانيا- التي دعاها للتدخل- في المحادثة نفسها، بل وفي العبارات نفسها مثل الصين.
وقد ذكرت تقارير أن ترامب هاتف الصين، وحين يُنشر نص تسجيل هذه المكالمة، ربما يضطر الجمهوريون للقول بأنه كان يمازح الصينيين. ثم كيف تتم تبرئة الرئيس فيما يتعلق بأوكرانيا؟
الشخص الذي أثار الشكوك حول الأمر كان مغرضاً، لكن مزاعمه أكدتها وثائق من بينها النص الخام لمكالمة 25 يوليو. ولذا فمصداقية مثير الشكوك لا صلة لها بالأمر الآن.
الأمر غير مؤكد... يرجى الرجوع إلى رقم 2. هذا الاحتجاج يأتي ممن اعتقدوا بضرورة مساءلة الرئيس بيل كلينتون عام 1998. ومما يثير الخلاف القول إنها ليست مشكلة كبيرة أن يذهب الرئيس إلى قوى أجنبية لتتدخل بشكل كبير في انتخاباتنا، وأن يستخدم المساعدات التي يمولها دافعو الضرائب كورقة ضغط، ويعرقل تحقيقاً في هذا الشأن، ويهدد الشخص الذي كشف الحقيقة، بشأن إذا ما كان يجب أن يسمح له بالبقاء في منصبه حتى الانتخابات.
هانتر بايدن... أولاً. الزعم بأن بايدن فعل شيئاً مخالفاً تم تفنيده مراراً ودون لبس. كان بايدن ينفذ سياسة الحكومة الأميركية وحلفائها للتخلص من نائب عام لم يتصد للفساد. وإذا كانت تصرفات بايدن مشكلة، فلماذا لم يهتم ترامب بها إلا حين أصبح بايدن مرشحاً أوفر حظاً في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية؟ وإذا انسحب بايدن غداً، فسيظل ترامب ملزماً بالرد على الأعمال التي توجب استجوابه، مثل منع مساعدات من أموال دافعي الضرائب للمساعدة في التخلص من منافس.
الدولة العميقة: يجب على الراشدين العقلاء ألا يتفوهوا بنظريات المؤامرة السخيفة. وحتى الذين مازالوا يدافعون عن ترامب مثل السناتورين رون جونسون ولينزي جراهام وبومبيو.. جميعهم أكدوا ذات مرة التدخل الخارجي في انتخاباتنا.
ولذا تذكروا أنه في المرة التالية التي يتحدث فيها السناتو جونسون عن الدولة العميقة، ينبغي أن يكون الرد عليه كالتالي: «رقم 6!»، وحين يقول جيم جوردان إنه كان «يمزح فحسب»، يكون الرد: «هذا رقم 1!». والحقيقة أنه لا شيء ينفي ما يقال الآن حول المكالمة الأوكرانية.
*كاتبة أميركية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»