في مراكز الأبحاث حول العالم، يخوض علماء الروبوتات منذ عقود سباقاً شديداً من أجل إتقان حركة القدمين للآلات. وبالطبع، يحرزون تقدماً، لكن رغم اللقطات المذهلة للروبوتات التي تصول وتجول على قنوات اليوتيوب، فإن هناك كثيراً من الإخفاقات والنقاط العمياء التي لم يرها الجمهور أبداً، بحسب الباحثين.
ويرجع ذلك إلى أن حركة القدمين، رغم أنه لا استغناء عنها للبشر من أجل الصعود والهبوط، فإنها تفتح المجال أمام كثير من الأخطاء للآلات. فبينما يكون الناس قادرين على النهوض واستعادة التوازن بعد السقوط، لا يزال من الصعب تصميم روبوت قادراً على المشي عمودياً ولديه القدرات ذاتها، خصوصاً إذا كان يتحرك عبر أسطح مختلفة.
وبدلاً من ابتكار برامج كمبيوتر شديدة التعقيد لتعزيز توازن الروبوت، قرّر الباحثون لدى مركز «كالتيك» للأنظمة الذاتية والتكنولوجية، تجاوز المسألة برمتها عبر إزالة الجاذبية من المعادلة. والنتيجة هي روبوت تم الكشف عنه حديثاً أطلق عليه اسم «ليونردو» اختصاراً لمصطلح «طائرة روبوتية على أرجل».
والروبوت، القادر على المشي والطيران من دون طيار، مستلهم من قدرة الطائر على التنقل بين الطيران والمشي على قدمين. والأجزاء الدوّارة القوية في بدن الروبوت تمكنه من الارتفاع عن سطح الأرض عندما يكون ذلك ملائماً أو استعادة التوازن من خلال استخدام قوة الدفع لتحويل وزنه حسب المطلوب.
والتصميم الإبداعي لـ«ليونردو» يخالف فكرة أن الروبوت يجب أن يكون إما أرضياً أو جوياً، بحسب البروفوسير مرتضى غريب، مدير قسم المعامل الجوية في شركة «كالتيك»، والذي شارك في تطوير «ليونردو» مع عالم الروبوتات «سون جو تشنغ».
وأوضح غريب أن «ليوناردو» ليس طائرة من دون طيار، ورغم قدرته على الطيران فإنه ليس مصمماً للطيران على ارتفاع عالٍ أو لوقت طويل، مضيفاً: إن أجزاء الدوران الملحقة بجسم الروبوت تدفعه عندما يفقد توازنه، أو عندما يحتاج لاستعادة التوازن.


*كاتب متخصص في الشؤون العلمية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»