كيف ستعمل أميركا على الحد من عدم المساواة، وإصلاح مؤسساتها السياسية المعطلة؟ قد لا يتحقق التقدم قصير الأجل بشأن عدم المساواة على المستوى الوطني، في المدن الكبيرة أو في أميركا الريفية، وإنما في المدن متوسطة الحجم. خلال العامين الماضيين، بدأت هذه المدن في التطور تحت قيادة رؤساء بلديات من الشباب الديناميكي الواقعي، والكثير منهم من السود. ويعد الانتخاب التاريخي لـ«ستيفين ريد» في مونتجومري، ألاباما، الأسبوع الماضي أحدث مثال على ذلك.
تواجه المدن الكبيرة والمناطق الريفية مجموعة مختلفة من المشكلات. فالمدن الكبيرة هي بمثابة محركات قوية للنمو الاقتصادي، لكن المعيشة بها مكلفة، ومزدحمة وبها نقص دائم في المساكن. وتعرقل المؤسسات القوية والأثرياء وأصحاب المصالح المصلحين في كل منعطف. أما المناطق الريفية فتعاني شيخوخة سكانها وقلة عددهم، وهي غالباً ما تفتقر لمؤسسات التعليم والرعاية الصحية، وأرباب العمل والقوة العاملة المتعلمة اللازمة لاستقطاب المواهب الجديدة والمشروعات. أما المدن متوسطة الحجم، فموجودة في مكان ما بمنتصف هذا الطيف. ورغم أن لديها نصيبها من التحديات، فإن لديها فرصاً كذلك، خاصة الآن. وأشهر عمدة لمدينة متوسطة الحجم في أميركا هو «بيت بوتجيج» (37 عاماً) من ساوث بيند، إنديانا. وفي الأعوام القليلة الماضية، انضم إليه آخرون، منهم «راندول وودفين» (38 عاماً) في برمنجهام بألاباما، و«فرانك سكوت جونيور» (35 عاماً)، في ليتل روك بأركانساس، و«مايكل تابز» (29 عاماً) في ستوكتون بكاليفورنيا، إلى جانب «ريد» الذي سبقت الإشارة إليه.
إن رؤساء البلدية من الشباب السود الذين يقودون المدن التي تضم عدداً كبيراً من الأقليات خلال فترة انخفاض معدلات البطالة، يعدون مصدراً للتفاؤل، وقد يمثلون أكبر فرصة للحد من عدم المساواة حالياً.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»