توجد عوامل كثيرة تصعّب احتواء حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية، من الرياح العاتية التي تكتسح الشواطئ إلى التضاريس الوعرة وظروف الجفاف المتفاقمة جراء التغير المناخي. وما يزيد الأمر سوءاً أن كثيراً من حرائق الغابات تتسع بسبب عامل محفّز آخر، ألا وهو الوقت. فكاليفورنيا لديها 33 مليون فدّان من الغابات، وهي أراض مترامية الأطراف بدرجة تجعل من الصعب تماماً على الوكالات الحكومية مراقبتها في آن واحد. ويستغرق الأمر بين وصول البلاغات بشأن الحرائق إلى السلطات وحشد الموارد اللازمة لمكافحتها ساعات طويلة وفي بعض الأحيان أياماً عديدة!
لكن شركة «كوتش» التكنولوجية، والتي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، تحاول سد هذه الفجوة، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، من خلال تقليص الزمن بين اندلاع الحريق واكتشافه. وتعمل الشركة التي تتعاون مع الوكالات الحكومية والباحثين وخبراء التكنولوجيا، على تطوير تطبيق ذكي من شأنه البحث عن صور عالية الدقة من الأقمار الاصطناعية لتحديد أماكن الحرائق وجعلها مرئية بالعين المجردة. ويعتقد الخبراء أنه إذا تمكنت الشركة من ابتكار هذا التطبيق، فمن الممكن أن تقود إلى اكتشاف مبكر، ومن ثم إنقاذ كثير من الناس وحماية الممتلكات من الدمار.
وباستخدام الصور ذاتها، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحديد المناطق القريبة بدرجة خطيرة من خطوط النار، وتحديد الأماكن المهددة بوصول الحرائق إليها.
بيد أن الهدف الأكثر طموحاً، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة «عمار غولتكن»، هو مراقبة كل فدان من أراضي الغابات في كاليفورنيا كل عشر دقائق، وتحذير السلطات فور ظهور أية مشكلة. ويتصور أن التطبيق سيكون جاهزاً بحلول الموسم المقبل من الحرائق، والذي يحلّ عادة في فصل الخريف. ويؤكد أن الهدف النهائي هو منع حدوث هذه الحرائق تماماً، موضحاً أن تقديرات الأضرار الناجمة عنها خلال الأسابيع الأخيرة تجاوزت 25 مليار دولار.
بيتر هولي
صحافي متخصص في الشؤون التكنولوجية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»