مصر اليوم تبحث عن كل ما يساعدها على الاستقرار، لأنه شرط لازم للتنمية المطلوبة في هذه المرحلة المفصلية من حياتها السياسية. وبالفعل. نجحت القيادة المصرية في إنجاز مراحل تنموية مهمة في زمن قياسي.
نجحت مصر في طي مرحلة عدم الاستقرار، فهذا الأخير عامل منفِّر للتنمية خاصة في ظل الإرهاب الذي يعرقل قطار الإعمار. وأكد المصريون أن الإرهاب دخيل على مجتمعهم المسالم والمتسامح مع نفسه.
ففي العام 2006 قُدِّر لي السفر لأول مرة إلى مصر، آنذاك كانت في مواجهة مع الإرهاب، وتصدت له بإجراءات محكمة، ولاحظت عند قدومي إلى أرض الكنانة، نجاعة الإجراءات والتدقيق، خاصة في الأماكن السياحية، مثل منطقة أهرامات الجيزة والمواقع الأثرية إلى الأسواق أو المولات.
نجحت مصر باتخاذها تلك الإجراءات الأمنية لمواجهة صلف الإرهابيين، وتصدت أيضاً لفوضى «الربيع العربي»، وتعافت من التنظيمات التي تتاجر بالدين، وطوت مصر بسرعة المرحلة التي هيمنت هذه التيارات فيها على الساحة، وقام الجيش المصري بإنقاذ البلاد من «الإخوان»، وها هي مصر تحتضن الاستقرار من جديد وتستأنف أمنها وأمانها، وتواصل دورها في المنطقة.
نحن الآن في العام الخامس من حكم السيسي، والذاهبون والعائدون من بعض الزملاء والمعارف ينقلون إلينا الأخبار الإيجابية التي تحمل مضامين الاستقرار والتنمية، عبر إنجازات لا تخطئها العين في إعمار البنية التحتية من الجسور والشوارع ذات المسارات المتعددة الواسعة وفق أفضل المواصفات العالمية في هذا الشأن.
لقد استمعنا إلى محافظ جنوب سيناء عن حجم المشاريع العمرانية التي أُنجزت في فترة قياسية، وتشمل أبراجاً عالية من أجل علاج مشكلة العشوائيات التي كادت تعجز الأنظمة السابقة عن حلها، من يسكنها يمنح شقة مجانية إضافة إلى قطعة أرض يزرعها ذاتيا، يأكل منها ويبيع منتجاتها لكي يضمن دخلا ثابتاً يعتاش منه بكرامة واقتدار.
إن استمرار نهج التنمية في بناء مستقبل مصر، يضمن في الوقت نفسه قوةً للأمة العربية يحميها من أذى دعاة الفوضى ومن يروجون لها، ويدحض ادعاءات من يكرهون عودة مصر للعب الدور الذي يليق بها على الساحتين العربية والإقليمية.
بالأمس القريب اجتمعت كل أوروبا في مؤتمر مهم مع الدول العربية كافة بشرم الشيخ، وهو دليل عملي وشهادة من قارة أوروبا ممثلة بدولها الأعضاء ال27 في الاتحاد الأوروبي، بأن مصر بدأت تستعيد عافيتها الأمنية من جديد، وتواصل خطى البناء والتعمير، ولو كان الأمر غير ذلك لما جازفت أوروبا بحياتها وقدمتها رخيصة للإرهاب.
وها هي مصر في ظل القيادة الواعية بحجم التحديات تعود آمنة، كما ذكرها الله تعالي في كتابه: «أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
فالأمن والأمان والاستقرار والازدهار مؤشرات حقيقية لنهضتها، والمضي في التغلب على بقية التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من المجالات التي تمس حياة المواطنين بشكل يومي.
نعم هناك تضحيات كبيرة يقدمها الشعب المصري الأبي من أجل عدم انفلات البوصلة الأمنية، والاستمرار في التنمية والتصدي للتطرف بشتى صنوفه، وحكومته توفر له العيش آمنا في سربه ضامنا قوت يومه ولا يخشى على نفسه من غدر الإرهاب.
*كاتب إماراتي