في يوم الأربعاء السادس من نوفمبر 2019، ووفقاً للمادة 51 من دستور دولة الإمارات العربية المتحدة المعمول به حالياً، جدد المجلس الأعلى للاتحاد الذي يضم في عضويته حكام الإمارات السبع الثقة في رئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه، لكي يقود البلاد لولاية رئاسية رابعة لمدة خمس سنوات، وهو أمر طبيعي ومتوقع لما عُهد في رئيس الدولة، حفظه الله، من قيادة رشيدة وحكمة سديدة ونهج راقٍ عزز دعائم الاتحاد ونهضته ومكتسباته في داخل البلاد وخارجها، وحقق لشعب الإمارات الوفي طموحاته في العيش الكريم والعزة الوطنية والسمعة الطيبة والنهضة الشاملة والتنمية الحقيقية، التي تعكس الجدية والإخلاص في خدمة دولة الإمارات وشعبها.
الخصال الحميدة التي يتمتع بها رئيس الدولة، حفظه الله، تجعل منه الرجل المناسب في المكان المناسب، لكي يستمر في مسيرة العطاء الخيّرة التي بدأها مع والده ومؤسس هذه الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، منذ أن تولى مقاليد الأمور في أغسطس 1966 وواصل معه المشوار وهو يسير على نهج الخير والعطاء حتى هذه اللحظة، حيث مر بمراحل تأسيس الدولة الاتحادية وشهد جميع الأحداث التي مرت بها، وهو مشارك مشاركة فعلية في جميع الإنجازات التي شهدتها.
إن الطريقة الأخوية والوسائل الهادئة التي تمت بها إعادة الانتخاب تعكس صفاء نفوس قادة هذه البلاد وحبهم لبعضهم بعضاً وحرصهم على سلامة هذا الوطن المعطاء ومصالحه وسلامة شعبه ومصالحهم من جانب، في نفس الوقت الذي تؤكد فيه أن لدى الإمارات نمطها الخاص من الاتحادية (الفيدرالية)، نمط فريد تم إرساء أسسه في الثاني من ديسمبر 1971 لحظة إعلان قيام الدولة الاتحادية. ومنذ ذلك التاريخ والاتحادية في الإمارات فريدة ومميزة، وبانتخاب صاحب السمو رئيس الدولة لولاية رابعة، فإن الاتحادية باقية وسليمة ومستمرة في دولة الإمارات، وربما يمكن لنا أن نطلق عليها مسمى جديداً هو «العلاقات الحكومية البينية المتداخلة»، وهذا المسمى يعني بأن الاتحادية التي تمارسها دولة الإمارات ذات نمط جديد خاص بدولة الإمارات وحدها.
ويعود السبب في مثل هذا الطرح إلى أن الاتحادية (الفيدرالية) بشكلها القديم هي مقولة قانونية توضح فصلاً دستورياً للسلطة والوظائف بين الحكومة الاتحادية وحكومات الإمارات السبع، وهي نزعة ثابتة غير ديناميكية.
لكن بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تحول الأمر إلى نزعة نمو اتحادية جديدة. ولكي نبقى ضمن المنهج الواقعي للتحليل السياسي السائد في هذه المرحلة، فإن ما نقصده أن النموذج الاتحادي ذو طبيعة ديناميكية متحولة تعكس العلاقة القوية البينية والمتداخلة بين الإمارات السبع وبعضها بعضاً، وبينها وبين المركز الاتحادي بمعنى الحكومة الاتحادية. وهذا بدوره يعني بأن العلاقات البينية القائمة بين الوحدات المكونة للاتحاد وبينها وبين الاتحاد ذات علاقات بينية متداخلة من السعي ذي التركيز العالي في الاستجابة لمطالب المواطنين وللقوى الاجتماعية والاقتصادية المتطورة، هذا بالإضافة إلى الاستجابة للتغيرات التي تحدث على صعيد الجوانب السياسية المهمة التي تحدث في البيئتين السياسيتين الداخلية والخارجية لدولة الإمارات.
وفي ظل جميع المعطيات الإيجابية التي تجلَّت من قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للدولة الاتحادية، وما اكتسبه المواطنون من خير ورخاء على يده، فقد أصبح جوهر الاتحادية في الإمارات لا يكمن فقط في البنية المؤسسية والدستورية بل في المجتمع ذاته.
شعب الإمارات عملي وخلاق، يتطلع إلى التعامل مع جميع القضايا المتعلقة بالوطن وإنجازها بطرق عصرية ومبتكرة وناجعة، وقيادة خليفة بن زايد لبلادهم حققت لهذا لشعب كل ذلك. ونحن إذ نبارك لصاحب السمو رئيس الدولة إعادة انتخابه لولاية رابعة، فإننا على يقين بأن شعب الإمارات محب له لأنه محب لهم، فهنيئاً للإمارات بخليفة الذي نتمنى له جميعاً موفور الصحة والعافية.
*كاتب إماراتي