قبل خمسة أعوام، دعا الرئيس الصيني «شي جين بينج» إلى «ثورة روبوتات». يقول المحللون إن الهدف كان تعزيز الأتمتة ومنح العملاق النائم ميزة تصنيع عالمية لسنوات قادمة. إن الروبوتات تغمر المصانع الصينية، لكنها الآن بدأت تظهر في مزيد من الأماكن العامة.
وفي هذا الأسبوع، اكتشفت مراسلة «واشنطن بوست» في بكين «آنا فيفيلد» هذا مباشرة خلال رحلة عمل إلى شنغهاي. وقالت إنها بينما كانت تسجل نزولها في أحد الفنادق لاحظت وجود روبوت في بهو الفندق، وكان جسمه الأسطواني ملصقاً بوجه إنساني صغير. وأخبرها موظف الاستقبال في الفندق «فيفيلد» أنها إذا احتاجت أي شيء، يمكنها تسليم طلبها للروبوت. وفي صباح اليوم التالي، بعد أن طلبت المزيد من أكياس القهوة، فتحت باب غرفتها بالفندق، ولدهشتها وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام روبوت التوصيل.
ونشرت «فيفيلد» مقطع فيديو قصيراً على «تويتر» يوضح التفاعل بين الإنسان والروبوت، وسرعان ما حصل على ما يقرب من 7,000 إعادة تغريد، وهي شهادة، ربما، على فضول الجمهور المتزايد حول الكيفية التي ستبدو عليها الحياة عندما تملؤها الروبوتات. وبعد تحية الماكينة، وضعت «فيفيلد» أكياس القهوة داخل مقصورة صغيرة، يتم إخفاؤها بواسطة باب منزلق يتم فتحه بالضغط على لوحة لمس مضيئة.
وكتبت فيفيلد «عندما وصل الروبوت إلى غرفتي، اتصل بهاتف الغرفة وأخبرني، باللغتين الصينية، والإنجليزية، أنه عند الباب. وعندما خرجت، كان منتظراً وكان سهل الاستخدام. وقال باللغة الصينية: «أنتِ ألطف إنسانة في العالم. هل تريدين التقاط صورة شخصية معي؟». وأضافت: «عند مغادرته، قال: أتمنى أن تجعلك خدمتي في مزاج جيد لمدة قرن». لقد رأينا تجربة استخدام الروبوتات في عدة فنادق في الصين واليابان وكوريا الجنوبية. وفي الولايات المتحدة، بدا هذا الاتجاه في اللحاق بالركب أيضاً. فقد طبق فندق ماريوت خدمة الخادم الشخصي المتداول في مواقع عديدة، وفندق «يوتيل بوسطن» لديه روبوت ضمن الموظفين يدعى «يو2دو2»، وفقاً لدليل «لونلي بلانيت» للسفر حول العالم.
وقام فندق «إتش هوتيل لوس أنجلوس» باستخدام روبوت وكذلك الحال مع فندق «ماندرين أورينتال لاس فيجاس»، وإن كان كل منهما يبدو أنه يعلن بشكل بارز عن الموظفين المزودين بمحرك على مواقعهما.
وعلى الرغم من وجود عدد قليل من الروبوتات تجوب ممرات الفنادق في جميع أنحاء الولايات المتحدة، قال «ستيف تشوي»، مدير فندق «إنتركونتننتال لوس أنجلوس سينتشري سيتي»، لصحيفة «لوس أنجلوس» في عام 2016 إنه متشكك بشأن قبول العملاء الأميركيين للماكينة على المدى الطويل. وأضاف «مع الروبوتات، لا تحصل على خدمة شخصية. تلك هي اللمسات التي لا يزال الناس يريدونها».
 
كاتب أميركي متخصص في التكنولوجيا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»