تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى أبوظبي، لتتويج العلاقة السعودية الإماراتية المتميزة والقوية والمتناسقة والمنسجمة، والتي تجسد حرص قيادتي البلدين واهتمامهما بمستقبل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، وتعطي دليلا واضحاً على إيجابية وعمق العلاقات الاستراتيجية وتجذرها وثباتها، كما تؤكد وحدة المصير والمستقبل المشترك.
ويعتبر مجلس التنسيق السعودي الإماراتي نموذجاً استثنائياً للتعاون الاستراتيجي وللريادة وتحقيق التكامل من خلال الشراكات السياسية والاقتصادية الوثيقة والمتنامية، ما يعود بالنفع ليس على البلدين والشعبين الشقيقين فقط، بل يقود قاطرة التعاون الخليجي نحو ضمان الأمن والاستقرار والازدهار، ويقدم المثال الحي للتعاون العربي، ويضع البلدين في المكانة المرموقة واللائقة بهما على خريطة التحالفات الإقليمية.
ويعزز الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي استمرارية العلاقات الأخوية بين البلدين، ويسلط الضوء على إنجازاتهما المشتركة في جميع المجالات والأهداف، ويعزز التكامل السياسي والاقتصادي والتنموي والبشري الحالي والمستقبلي بينهما، وهو ما يعود بالرخاء والسعادة والأمن والأمان على شعبيهما، ويواكب روح العصر ومتطلباته وتطلعاته، ويستجيب لتحدياته التي لا تعترف إلا بالتكتلات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية الكبرى.
كما أن إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي يعتبر نموذجاً أمثل للتعاون بين الدولتين، وينطلق من علاقتهما الأخوية التاريخية وروابطهما العميقة والثابتة، ويعبر عن رغبتهما في تعميق التعاون وتحقيق التكامل الشامل عبر التشاور والتنسيق والتفاهم المستمر، وإطلاق المبادرات المشتركة واكتشاف الكفاءات والمواهب، وهو ما يحقق مصالح البلدين ويعزز قوتهما وتطورهما، ويسهم في خلق فرص جديدة وتبادل خبرات تحقق رفاهية الشعبين، وينعكس أثرها الإيجابي على جوانب الحياة اليومية لمواطني الدولتين.
واستكمال التجربة الفريدة التي بدأت منذ الاجتماع التنسيقي الأول، يحقق مستهدفات التنمية المشتركة في مختلف المجالات والأهداف، ويرفع من معدل إحراز الإنجازات المتخصصة، ويقرّب البلدين من تحقيق التطلعات والطموحات نحو المستقبل المشرق، وهو ما يجعل من البلدين قوة متحدة مصانة ومحصنة، قادرة على مواجهة التحديات والأخطار، في ظل الأحداث والأزمات والاضطرابات والانقسامات التي تموج بها المنطقة من حولنا.
ويعمل البلدان معاً على استثمار الفرص والموارد والكفاءات العالية والتخصصات الفريدة، وضمان التنفيذ الفعال لمبادرات ومشروعات الشراكة الاستراتيجية بينهما، عبر آلية ومسار واضحين يقومان على منهجية متكاملة لقياس الأداء والتفرد بالتميز والإبداع، مما يكفل استدامة الخطط ونجاحها ونجاعتها، ورؤيتَها حقيقةً متجسدةً على أرض الواقع، مما يعكس إصرار القيادتين والشعبين على المضي قدماً في تحقيق آمال التنمية والتقدم والرخاء والازدهار المستمر لصالح البلدين والشعبين، دون التفات للعقبات والتحديات والصعاب التي أصبحت كلها من الماضي.
ويركز مجلس التنسيق السعودي الإماراتي في تنفيذ مبادراته ومشروعاته وأفكاره الاستراتيجية على إيجاد الحلول اللافتة والمبتكرة والمتميزة، والاستفادة من الأفكار المبدعة والملهمة، واستثمار مميزات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجي التي توفرها التقنية، بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتوفرة، بما يعزز التكامل في المنظومة الاقتصادية المشتركة، ويخدم الأهداف التنموية لكلا البلدين معاً.
*كاتب سعودي