تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم الأشقاء العرب وتقديم كل صور المساعدات الممكنة لهم، حتى تتمكن الدول العربية من تجاوز ما تمر به من صعوبات وتحديات مختلفة، انطلاقاً من رابطة الأخوّة التي تجمع دولة الإمارات مع شقيقاتها من الدول العربية الأخرى، ولطالما سجلت دولة الإمارات منذ تأسيسها قبل 48 عاماً على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مواقف لا تُنسى في هذا السياق، وكانت على الدوام نِعْم الشقيقة للدول العربية. وقد سارت القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على هذا النهج المبارك، فاكتسبت الإمارات مكانة خاصة في قلب كل عربي من المحيط إلى الخليج، ونحتت لنفسها صورة ذهنية مشرقة لدى كل العرب.
ولا تقتصر هذه المساعدات على الجانب الاقتصادي، بل إنها تتنوع لتشمل الجوانب الأخرى كافة، بما فيها الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية، حيث تؤمِن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بأن العرب مصيرهم واحد، وأن دولة الإمارات يجب أن تبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها العرب في السراء والضراء، بهدف تعزيز استقرار دولهم ودفع عجلة التنمية فيها من جهة، والتصدي لأي خطر يهدد أمنها من جهة أخرى.
ومن هذا المنطلق، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم دعم تنموي بقيمة 184 مليون درهم إماراتي (50 مليون دولار)، يضاف إلى 184 مليون درهم، خصّص لهذا العام، يديره صندوق أبوظبي للتنمية، لدعم مشاريع إنمائية في جمهورية جزر القمر المتحدة. جاء ذلك خلال مشاركة دولة الإمارات في «مؤتمر المانحين لدعم جمهورية القمر المتحدة» الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بحضور عثمان غزالي، رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة. وقد وترأست وفدَ دولة الإمارات الدكتورةُ ميثاء الشامسي، وزيرة الدولة، بمشاركة سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، ومحمد السويدي، المدير العام للصندوق، وسعيد المقبالي، سفير الدولة لدى جمهورية جزر القمر المتحدة. وقد مثل هذا المؤتمرُ فرصةً مهمةً لتوفير الدعم اللازم لمساعدة الحكومة في جزر القمر على تطوير نشاطها الاقتصادي، وخلْق فرص استثمارية في مختلف المجالات.
وجاءت مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر بتوجيهات القيادة الرشيدة، للوقوف إلى جانب جمهورية جزر القمر المتحدة، ومساعدة حكومتها على تخطي التحديات التنموية، بما يضمن تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة فيها، حيث ترى القيادة الرشيدة أنه لا يمكن للدول العربية مواجهة التحديات التي تمر بها من دون تحقيق مستوى متقدِّم من التضامن الذي يُترجَم مباشرة على أرض الواقع من خلال دعم ملموس. ولا شك في أن هذا الدعم الذي قدمته دولة الإمارات والدول المانحة، سيمكّن الحكومة في جمهورية جزر القمر المتحدة من تنفيذ أجندتها الوطنية، بتنفيذ مشاريع حيوية تسهم وبشكل إيجابي في تحسين الظروف المعيشية والنهوض بالقطاعات الاقتصادية، وتوفير فرص عمل ودفع عجلة النمو الاقتصادي في البلاد، وهو الهدف الذي تسعى إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من مساعدة الأشقاء العرب، منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر 1971.
إن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخي بدعم أشقائها العرب، هو التزام ممتد ومتواصل، وهو ينطلق من مبدأ تؤمن به الدولة وقيادتها الرشيدة، يتمثل في أنه لا يمكن مواجهة التحديات المشتركة من دون تعزيز التعاون المشترك، وتحقيق التضامن العربي، بما يتّسق وموقع دولة الإمارات بصفتها دولة مسؤولة في الجامعة العربية ومحيطَيْها الإقليمي والدولي، تبذل كل ما تستطيع بهدف المساهمة بفاعلية في إيجاد مستقبل أفضل للشعوب العربية.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.