خسر العالم عاماً آخر في سعيه نحو البدء في خفض انبعاثاته الكربونية، وهو ما يقول العلماء إنه محوري لتفادي أسوأ تأثيرات للتغير المناخي. لكن بدلاً من الحفاظ على تراجع طال انتظاره، يتوقع أن ترتفع انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لارتفاع حرارة الأرض أثناء العام الجاري، لتصل إلى درجة قياسية جديدة، بحسب تحليل جديد نُشر الثلاثاء الماضي. وبلغ إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري والقطاع الصناعي 36.8 مليار طن، بزيادة نسبتها 0.6? مقارنة بالعام الماضي، حسب تقدير صادر عن مشروع الكربون العالمي، وهو اتحاد من الأكاديميين يصدرون أرقاماً سنوية.
وقال أستاذ علوم الأرض في جامعة «ستانفورد» رئيس مشروع الكربون العالمي: «إننا نسرف في ميزانيتنا الكربونية بالطريقة ذاتها التي يسرف بها المدمن على المخدرات في إنفاق ماله»، مشيراً إلى أنه أمر مزعج، لأن التلوث الناجم عن غاز ثاني أكسيد الكربون أعلى مما كان عليه سابقاً.
وارتفعت الانبعاثات العالمية لثلاثة أعوام على التوالي، فيما كان المفترض أن تبدأ في التراجع لو أن العالم التزم بأهداف اتفاقية باريس للمناخ.
ولعل أنباء استمرار ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة هي أحدث إنذار حول النتائج السلبية بالتزامن مع اجتماع قادة العالم في مدريد من أجل قمة التغير المناخي السنوية، حيث يواجهون ضغوطاً متزايدة لتغيير المسار الحالي.
وخلال الأسبوع الماضي، صدر تقرير مرعب عن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة انطوى على تفاصيل حول تفويت العالم لهدفه الجماعي الخاص بتقييد احترار الأرض، وأوضح أن الانبعاثات العالمية يجب أن تتراجع بنسبة 8? سنوياً خلال العقد المقبل من أجل الحفاظ على هدف تقييد الاحترار عند 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وإذا ما ارتفعت درجة الحرارة إلى 2 درجة مئوية فسيكون لذلك تبعات كارثية مثل موت الشعاب المرجانية كافة مع احتمال ذوبان القشرة الجليدية في القارة القطبية.

كريس موني وبرادي دينيس
كاتبان مختصان بشؤون البيئة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»