لأنها رفيقة درب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولكونها من أكثر مَن آمن برؤاه الإنسانية وأعماله الخيرية التي وصلت إلى كل مكان، أصبحت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، رمزاً عالمياً في مجالات العمل الإنساني، لما قدّمته سموها من دعم للطفل والمرأة في شتى بقاع العالم، فقد أسهمت في تحسين الحياة ورفعت المعاناة عن كاهل الكثير من المتأثرين والمتضررين من النزاعات والحروب والكوارث. وبحسب تقرير لبرنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع، الذي صدر بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني الإماراتي الـ48، فإن «حملة الشيخة فاطمة الإنسانية العالمية» نجحت في تمكين شباب الإمارات من علاج ما يزيد على مليون طفل وامرأة خلال عام 2019، «عام التسامح»، ما يشير إلى حجم ونوعية العطاء الإماراتي، وهو القائم على اعتماد نماذج مميزة ومبتكرة في مجالات العمل التطوعي، حيث جاءت المهام الإنسانية التي بذلها المتطوعون من شباب الإمارات في «برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للتطوع» استكمالاً لحملة العطاء لعلاج مليون طفل وامرأة، التي دشنتها سموها في عام 2010، ووصلت إلى أكثر من 20 مليون طفل وامرأة في شتى بقاع العالم، صانعةً بهذه الحملة قادةً في العمل التطوعي، وراسمةً المعنى الحقيقي لكل قيم الإنسانية والعطاء.
إن دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) لـ«برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للتطوع»، قدّم أنموذجاً غير مسبوق في استقطاب وتأهيل وتدريب وتمكين الشباب ليصبحوا قادةً في العمل التطوعي العالمي، وذلك من خلال الحملات الإنسانية والملتقيات العلمية التي جاءت بهدف صناعة قيادات شبابية إماراتية تعمل على إدارة وتنفيذ المشاريع الإنسانية التي تخفف من معاناة المعوزين في كل بقاع الأرض، بكفاءة واقتدار، ومن دون النظر إلى اختلافاتهم في اللون أو الجنس أو العرق أو الديانة، ليسهم هذا البرنامج في جعل الشباب يعملون بمليوني ساعة تطوع في مجالات العمل التطوعي، عبر حزمة من المبادرات المبتكرة تحت شعار «كلنا أمنا فاطمة»، لتقدم بذلك أنموذجاً تحتذي به المؤسسات الحكومية والخاصة والهيئات غير الربحية محلياً ودولياً.
لقد تحولت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) إلى أيقونة في العون الإنساني وخاصة للفئات الأكثر حاجة، كالنساء والأطفال وكبار السن، الذين تضرروا من الكوارث الطبيعية أو الحروب في مختلف دول العالم، حيث تمّ تبني مبادرات تهدف إلى الارتقاء بصحة المرأة والطفل محلياً وعالمياً، وتقديم حلول واقعية لمشاكلهم الصحية والاجتماعية، عبر سلسلة عيادات متنقلة ومستشفيات ميدانية منتشرة في دولة الإمارات وفي عشرات الدول في آسيا وأفريقيا وغيرها، انسجاماً مع قيم الروح الإنسانية التي تُعنى بتخفيف معاناة النساء والأطفال، وبما يحقق توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون عام 2019 عاماً للتسامح، والذي عزز صورة الدولة ورسالتها الإنسانية والحضارية.
ولم تدّخر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) جهداً في إطلاق حملات محلية وإقليمية وعالمية رسّخت ثقافة العطاء الإنساني في كل مكان، وخاصة «حملة الشيخة فاطمة الإنسانية العالمية» لعلاج المرأة والطفل، التي أُطلقت بمبادرة من «برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع» وغيرها من الحملات والبرامج التي تسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بفاعلية، ما أوجد نقلة نوعية في مجال العمل التطوعي، ودعم وتشجيع المؤسسات الإنسانية والجمعيات والأفراد لهذا النوع من العمل في مجالات خدمة المجتمع، وفق استراتيجيات قامت على التخفيف من معاناة الملايين من الأطفال والنساء في العالم، بإشراف نخبة من كبار الاستشاريين، وبمعايير وممارسات عالمية، عكست الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في توفير أرقى سبل الرعاية والرفاه للمتضررين من الأزمات والكوارث.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.