لم تأت سمعة دولة الإمارات العربية المتحدة من فراغ، بل كان لجهد بناء هذه السمعة العالمية ضريبته وأكلافه الباهظة التي لا يمكن أن تقاس، منذ قيام الاتحاد وإلى اليوم، وليس أقلها مكايدات أعداء النجاح وكارهي التطور والرقي. فالإمارات دولة قانون كما يعلم الجميع، والالتزام بقوانين الدولة واجب على جميع سكانها، وكلهم يعيشون سعداء مستمتعين بجميع الخدمات التي تقدمها، في ظل وجود تنوع وتباين يعكسه وجود جاليات من أكثر من 190 جنسية تعيش جميعاً بأمان وانسجام في ظل دولة القانون.
ولأنها دولة القانون بالفعل، فقد وضعت تشريعات تحمي المنتج الإماراتي وتعزز من موقعه داخل سوق تتنافس فيه كل السلع، وفق معايير حددتها مختبرات تقيس جودة السلعة منذ لحظة تصنيعها إلى لحظة وصولها منافذ التوزيع ونقاط البيع.
ولم تفتأ الدوائر الاقتصادية في الدولة تخوض حرباً ضروساً لا هوادة فيها ضد البضائع المقلَّدة أو المغشوشة، وقد صممت منذ البداية على أن لا تستثني في حربها أحداً. ناهيك عن فريق من المفتشين لكل القطاعات، سواء أكانت تلك الخاصة بالطعام أم الملابس أم حتى الأدوات الكهربائية.. لدرجة أن وجود المفتش صار أصعب الأمور بالنسبة لأصحاب الأعمال، لأنهم على يقين بأن وجوده يعني أن أصغر محاولة للغش ستكون موضع كشف دقيق وعقاب شديد وصارم.
لست بصدد شرح الخطوات والإجراءات الكثيرة الرامية لضمان العناية الفائقة بالجودة كشرط أساسي للمنتج الإماراتي، أو أيضاً للبضاعة المستوردة إلى أسواق الإمارات، لأن القوي لا يحتاج إلى حجج للدفاع عن نفسه بقدر ما يحتاج إلى توضيح الملتبس على غيره وليس عليه هو شخصياً، كما هو حالنا نحن أبناء الإمارات في هذه الجزئية على الأقل، إذ نعلم حرص الدولة على أعلى معايير الجودة النوعية في كل السلع والخدمات، وفي مقدمتها المنتج الإماراتي.
لذلك فإنه من العبث تماماً أي حديث عن وجود تهاون في تنفيذ القانون بهذا الشأن، حيث لا حاجة لأحد في الإمارات بالحديث عن رقابة صارمة استطاعت أن تعزز من الجودة وأن تجعلها ثقافة لكل منتِج أو مصنِّع أو مقدم خدمة على أرض الإمارات.. فالمواطن والمقيم يرى ذلك بأم عينه يومياً. ولعل أهم منتج أو بناء في الإمارات كان بناء الإنسان الإماراتي نفسه، والذي تحول إلى انعكاس لكل القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية، وعلى رأسها الأمانة والاجتهاد في إنتاج الأجود وتقديم الأفضل.
لكن الحملات المغرضة تقع دائماً في فخ الغباء وتصدير الاتهامات التي لا تعكس إلا فساد النوايا وخبثها. والكثير من الدول تعاني من سوء أخلاق بعض أفرادها وقلة صبرهم في التعامل مع غيرهم، لكن مثل هؤلاء لا يكاد يكون لهم وجود على أرض الدولة، بحمد الله وفضله. والمواطن الإماراتي هو السلعة الأهم التي تصدِّر معاني الالتزام بكل ما يمس تفاصيل الحياة اليومية.
هكذا كنا وسنظل دائماً، مثالا للنجاح والدقة والأمانة والإتقان، وهذا ما جعلنا مثالا يحتذى وقصة تروى.. وهي صورة حقيقية لا يمكن أن نتخلى عنها، لذلك فنحن في معركة عمل متواصل للتطوير والتجويد وللوصول إلى أرقام أعلى في كل مجالات الحياة اليومية، بدليل وجود كل هؤلاء المستثمرين والعباقرة والناجحين والمتميزين.. الذين تركوا بلدانهم في كل قارات العالم واختاروا العيش في الإمارات.. فالإمارات صنعت كل شيء بإخلاص وحب، فأتقنت صنعه.